تشهد الأسواق العالمية اليوم تحولًا ملحوظًا نحو تبني المنتجات الخضراء الصديقة للبيئة، إذ أصبحت الاستدامة هدفًا مشتركًا بين المستهلكين والشركات على حدٍ سواء. ويعبر هذا التحول عن الوعي المتزايد بالتغيرات المناخية وتأثيرها على البيئة والصحة العامة، وهو ما يدفع المستهلكين إلى تفضيل شراء منتجات صديقة للبيئة عن غيرها من المنتجات.
ويُظْهِر التقرير الصادر عن مؤسسة PwC Middle East لعام 2023، أن أكثر من 20% من المستهلكين في المنطقة العربية ككل على استعداد للدفع ما بين 11 إلى 20% أعلى من متوسط سعر المنتج على المنتجات صديقة البيئة وذات البصمة الكربونية المنخفضة أو من قِبَل شركات ذات ممارسات أخلاقية مثل دعم حقوق الإنسان أو تجنب التجارب على الحيوانات.
وتهتم المملكة العربية السعودية بدعم هذا التوجه من خلال مبادرات التسويق الأخضر التي تتضمنها رؤية المملكة 2030، والتي تضع الاستدامة في مقدمة أولوياتها، حيث تسعى المملكة إلى تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة تراعي البيئة وتعزز الابتكار استجابةً لتفضيلات المستهلكين الذين أصبحوا أكثر وعيًا ومطالبة بمنتجات وخدمات مستدامة.
لنستكشف المقصود من المنتجات الخضراء، والأسباب التي تدفع الأنشطة التجارية لتبني هذا النهج، وكيفية البدء كمتجر إلكتروني في التحول إلى المنتجات الخضراء الصديقة للبيئة.
بدايةً، ما هي المنتجات الخضراء؟
يشير مصطلح المنتجات الخضراء أو ما يُعرف بالمنتجات الصديقة للبيئة أو المنتجات المستدامة إلى السلع التي يتم تصميمها وصناعتها وفق معايير الاستدامة البيئية المعمول بها والتي تهدف إلى تقليل البصمة الكربونية والحفاظ على الموارد الطبيعية وتحسين الاستدامة.
وتتضمن المنتجات الخضراء مجموعة واسعة من السلع، مثل الأغذية العضوية، والملابس المصنوعة من الألياف الطبيعية، والمنتجات المنزلية القابلة لإعادة التدوير. وتتميز هذه المنتجات بأنها تستخدم مواد خام مستدامة وتقلل من استهلاك الموارد خلال مراحل الإنتاج والنقل والتوزيع.
وتعد المنتجات الخضراء خيارًا مستدامًا للمستهلكين الذين يسعون لتقليل الأثر السلبي على البيئة، والمساهمة في تحسين جودة الحياة من خلال تقليل التلوث والحفاظ على التنوع البيولوجي ومن ثم تعزيز الوعي البيئي ودعم الممارسات التجارية المسؤولة.
جدير بالذكر أن هناك اختلافات بين المنتجات الخضراء والمنتجات العادية وتوضيح ذلك بهذه الفقرة.
ما الفرق بين المنتجات الخضراء والمنتجات العادية؟
تختلف المنتجات الصديقة للبيئة عن المنتجات العادية في عدة جوانب منها:
التعريف والخصائص:
- المنتجات الخضراء هي تلك التي تصمم وتنتج بطرق تقلل من الأثر البيئي السلبي من خلال استخدام مواد خام مستدامة، وتقنيات إنتاج موفرة للطاقة، وتقليل النفايات، وتتميز بكونها قابلة للتدوير أو التحلل البيولوجي وتستخدم مواد غير سامة.
- المنتجات العادية هي تلك التي يتم إنتاجها باستخدام أساليب تقليدية دون الاعتبار الكبير للأثر البيئي، وغالبًا ما تستخدم مواد خام غير متجددة وعمليات إنتاج قد تؤدي إلى تلوث كبير أو استنزاف الموارد. وتفتقر هذه المنتجات عادة إلى معايير الاستدامة، وقد تساهم في زيادة النفايات بسبب عدم قابليتها للتدوير أو التحلل، مما يؤدي إلى مشاكل بيئية طويلة الأمد.
الأثر البيئي:
- تسعى المنتجات الخضراء إلى تقليل الأثر البيئي من خلال استخدام مواد مستدامة وتقنيات إنتاج نظيفة، إذ يقلل استخدام هذه المنتجات من التلوث وانبعاثات الكربون، مما يساعد في مكافحة تغير المناخ والحفاظ على التنوع البيولوجي.
- بينما تؤدي المنتجات العادية إلى زيادة المشكلات البيئية المتعلقة بتلوث الهواء والماء والتربة، كما أن عمليات الإنتاج التقليدية تتطلب كميات كبيرة من الطاقة والمياه، مما يساهم في استنزاف الموارد الطبيعية.
التكلفة:
- في البداية، قد تكون تكلفة المنتجات الخضراء أعلى بسبب استخدام مواد مستدامة وتقنيات إنتاج متقدمة، ومع مرور الوقت، يمكن أن تؤدي الكفاءة العالية في استخدام الموارد إلى توفير التكاليف على المدى البعيد، مثل تقليل فواتير الطاقة والمياه.
- بينما تكون المنتجات العادية أقل تكلفة في البداية بسبب المواد الرخيصة وعمليات الإنتاج التقليدية، لكن التكلفة البيئية الحقيقية غالباً ما تكون مرتفعة، حيث يمكن أن تؤدي إلى تدهور بيئي يتطلب استثمارات كبيرة للإصلاح والمعالجة.
ونشير إلى أن هناك العديد من الأسباب التي تدفع الأنشطة التجارية للاعتماد على المنتجات الخضراء نستعرض أبرزها فيما يلي.
أبرز الأسباب التي تدفع الأنشطة التجارية لاعتماد المنتجات الخضراء
أولًا: تعزيز السمعة الإيجابية:
تعد السمعة الإيجابية حجر الزاوية في نجاح أي نشاط تجاري في العصر الحالي، فمع تزايد وعي المستهلكين بأهمية الاستدامة والحفاظ على البيئة، أصبحوا يفضلون التعامل مع الشركات التي تلتزم بممارسات مستدامة في إنتاج منتجاتها، ما يشكل أهم الأسباب الدافعة للأنشطة التجارية لاعتماد نهج الاستدامة لتعزيز السمعة الإيجابية، حيث يُنظر إليهم على أنهم شركاء مسؤولون اجتماعيًا وبيئيًا.
ففي السعودية مثلًا نجد أن 95% من المستهلكين يرون أنه من المهم على الشركات أن تتخذ إجراءات للحفاظ على البيئة وتقليل البصمة الكربونية.
هذه السمعة الإيجابية تجذب المزيد من العملاء المخلصين الذين يشعرون بالارتباط بقيم الشركة، مما يؤدي إلى زيادة المبيعات وتحسين الأرباح على المدى الطويل. إضافةً لذلك، فإن السمعة الإيجابية المرتبطة بالمنتجات المستدامة تعزز من جاذبية النشاط التجاري للمستثمرين والشركاء التجاريين كونها أقل عرضة للمخاطر البيئية والمالية، ومساهمة في زيادة ثقة العملاء.
وبوجه عام، فإن السمعة الإيجابية التي تكتسبها الشركات من خلال اعتماد نهج المنتجات المستدامة هي عامل حاسم في نجاحها على المدى الطويل. فهي تجذب العملاء والمستثمرين، وتعزز من صورة الشركة، وتفتح لها آفاقًا جديدة للنمو والتوسع.
ثانيًا: ازدياد وعي المستهلك العربي:
أصبح وعي المستهلكين في السعودية والمنطقة العربية بأكملها تجاه ممارسات الاستدامة أكثر فاعلية في السنوات الأخيرة، حيث يزداد اهتمام الأفراد بتأثير المنتجات التي يشترونها على البيئة، ما يدفع العديد منهم لاتخاذ إجراء واحد على الأقل لدعم البيئة.
فوفقًا لبعض الإحصائيات، فإن هناك 72% من المستهلكين في السعودية على استعداد لتغيير منتجاتهم إذا وجدوا بدائل لها أكثر استدامة، كما أن 76% على استعداد للشراء من علامات تجارية تقدم مكافآت تشجع على إعادة التدوير أو إعادة الاستخدام أو تقليل هدر الطعام.
لذا فإن الأنشطة التجارية التي تستجيب لهذا الوعي من خلال تقديم منتجات مستدامة يمكنها تعزيز علاقتها مع المستهلكين، فالعملاء الذين يشعرون بأنهم يساهمون في حماية البيئة من خلال مشترياتهم يميلون إلى أن يكونوا أكثر ولاءً للعلامات التجارية التي تدعم هذه القيم.
ثالثًا: توفير التكاليف وتحسين الكفاءة التشغيلية:
على الرغم من أن التحول نحو الاستدامة قد يبدو مكلفًا في البداية، إلا أنه يُمكن أن يؤدي إلى توفير كبير في التكاليف التشغيلية على المدى الطويل، فاستخدام موارد متجددة وتقنيات إنتاج موفرة للطاقة يُقلل من استهلاك الموارد مثل الكهرباء والمياه، ومن ثم خفض نفقات التشغيل. فالأنشطة التجارية التي تعتمد على مصادر طاقة نظيفة وتقلل من الفاقد في الإنتاج يمكن أن تستفيد من وفورات مالية ملموسة بمرور الوقت.
رابعًا: الامتثال للأنظمة والتشريعات البيئية:
مع تصاعد القلق العالمي بشأن تغير المناخ، بدأت الحكومات في جميع أنحاء العالم لا سيما بالمملكة العربية السعودية بفرض قوانين وتشريعات أكثر صرامة للحد من التأثيرات البيئية السلبية، فعلى سبيل المثال،
- أصدرت الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة لائحة فنية لتقييد المواد الخطرة في الأجهزة الكهربائية والإلكترونية (RoHS) والتي تتطلب من الأنشطة التجارية المصنعة والمستوردة للأجهزة الكهربائية والإلكترونية الالتزام بتقييد استخدام بعض المواد الخطرة مثل الرصاص والزئبق والكروم في منتجاتها بهدف تقليل التأثير البيئي الضار الناتج عن التخلص من هذه الأجهزة ومن ثم الحفاظ على الصحة العامة.
- كما أطلقت الهيئة العامة للغذاء والدواء مجموعة من الاشتراطات واللوائح المتعلقة بعملية التعبئة والتغليف تشير إلى ضرورة التزام الأنشطة التجارية باستخدام مواد تغليف صديقة للبيئة، خاصة في قطاعي الغذاء والدواء بهدف تقليل النفايات البلاستيكية، واستخدام مواد قابلة للتحلل أو إعادة التدوير، مما يساعد في تقليل التلوث البيئي الناتج عن التغليف، فضلًا عن تقليل التكاليف على المدى الطويل من خلال تعزيز الكفاءة في إدارة النفايات وتحقيق استدامة أكبر.
فتبني نهج أخضر ومستدام يمنح الشركات ميزة تنظيمية، حيث يتم التعرف عليها كشركات ملتزمة بالقوانين واللوائح البيئية المعمول بها، ويعبر عن الاستجابة للتغيرات الديناميكية بمختلف الأسواق التي بها تفضيلات بشأن المنتجات الخضراء التي تلبي معايير الاستدامة البيئية، ما يتيح فرصًا جديدة للتوسع والدخول في شراكات أو مشاريع مع شركات أخرى مهتمة بنفس المبادئ. فهذا الامتثال لا يُعتبر فقط وسيلة للحد من المخاطر القانونية، ولكنه أيضًا وسيلة لتعزيز العلاقات مع الشركاء والمستثمرين الذين يفضلون العمل مع مؤسسات تلتزم بالممارسات البيئية المستدامة.
خامسًا: الابتكار والريادة في السوق:
وهو أيضًا من الأسباب التي تدفع الأنشطة التجارية لاتباع نهج الاستدامة وإنتاج منتجات صديقة للبيئة، فاعتماد المنتجات الخضراء يفتح الباب أمام الابتكار ويسمح للعلامات التجارية بتقديم حلول جديدة ومبتكرة تتوافق مع احتياجات السوق المتغيرة.
فمن خلال التحول إلى ممارسات إنتاج صديقة للبيئة، يُمكن للشركات أن تطور منتجات وتقنيات جديدة تساهم في تحسين الحياة اليومية للعملاء، وتسهم في تقليل الأضرار البيئية، ما يمنحها ميزة تنافسية ويجعلها رائدة في صناعتها.
وبعد استعراض أبرز الأسباب التي تدفع الأنشطة التجارية للاتجاه نحو المنتجات الخضراء، يأتي السؤال المهم
كيف تبدأ كمتجر إلكتروني في التحول إلى المنتجات الخضراء؟
يتطلب التحول نحو المنتجات الخضراء المرور بالعديد من الخطوات ومن أهمها:
1. تقييم الوضع الحالي لمتجرك:
وهي من الخطوات الضرورية التي لا بد من المرور بها لتقييم الوضع بصورة شاملة بمتجرك بما يتضمن المنتجات الحالية، وسلسلة التوريد، وعمليات التغليف، وسياسات الاستدامة الحالية للمساعدة على تحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين والاستراتيجيات التي يمكن تطبيقها للتحول الأخضر.
ولتطبيق هذه الخطوة باحترافية لا بد من:
- تحليل الأداء البيئي لمتجرك عبر جمع البيانات المتعلقة بالتأثير البيئي لمنتجاتك وعملياتك الحالية، وتقييم استهلاك الطاقة، واستخدام الموارد، وكمية النفايات المنتجة في مختلف مراحل سلسلة التوريد.
- مراجعة سلسلة التوريد والتأكد من أن الموردين والشركاء التجاريين يتبعون ممارسات مستدامة، قد يتطلب الأمر إعادة تقييم الموردين أو العمل على تطوير سياسات جديدة لضمان تلبية معايير الاستدامة.
- مراجعة المواد المستخدمة في التغليف، والتأكد من أنها قابلة لإعادة التدوير أو للتحلل، فاستبدال التغليف الضار بالبيئة بمواد أكثر استدامة يمكن أن يقلل من البصمة الكربونية لمتجرك.
- مراجعة السياسات وتطويرها لتتماشى مع التوجه نحو الاستدامة بما يشمل إعادة التدوير، وتقليل النفايات، والتحول إلى استخدام الطاقة المتجددة.
2. فهم خصائص المنتجات الخضراء لتحديد ما يتوافق مع طبيعة متجرك:
يتطلب التحول إلى المنتجات الخضراء فهمًا عميقًا لخصائصها، فيجب أن تتعرف على الأنواع المختلفة لهذه المنتجات وتحديد ما يتناسب مع نشاطك التجاري، وما إذا كانت هذه المنتجات تتماشى مع رؤية متجرك وستحقق قيمة مضافة لعملائك أم لا.
وبمجرد أن تفهم خصائص المنتجات الخضراء، يمكنك البدء في اختيار الأنواع التي تناسب عملك وتسعى لتعزيز صورتك كشركة تدعم المنتجات المستدامة.
ولفعل ذلك يمكنك اتباع النصائح الآتية:
- حدد القيم البيئية التي يركز عليها متجرك، مثل تقليل النفايات أو الحفاظ على الطاقة، ثم اختر المنتجات التي تعكس هذه القيم وتعزز رسالة متجرك البيئية.
- ادرس سلوك العملاء، فمعرفة ما يفضله عملاؤك من حيث الاستدامة والبيئة سيساعدك في اختيار المنتجات التي تلبي تطلعاتهم وتزيد من ولائهم لمتجرك.
- تأكد من أن المنتجات الخضراء المختارة عالية الجودة وتفي بالمعايير البيئية، ويُفضّل أن تكون معتمدة من منظمات بيئية موثوقة لضمان التأثير الإيجابي على البيئة.
- شارك عملاءك بالمعلومات المتعلقة بمصدر المنتجات وكيفية تصنيعها وأثرها الإيجابي على البيئة، فالشفافية تعزز الثقة بينك وبين عملائك وتزيد من وعيهم بأهمية دعم المنتجات المستدامة.
3. تحليل الطلب على المنتجات الخضراء:
قبل الشروع في تقديم المنتجات الخضراء، من الضروري تحليل السوق المستهدف بعناية، ودراسة الفئة المستهدفة وفهم ما إذا كان لديهم اهتمام حقيقي بالمنتجات الخضراء أم لا.
فعلى الرغم من أن العملاء اليوم أصبحوا أكثر وعيًا بالتأثير البيئي للمنتجات التي يشترونها، خاصة في قطاعات مثل الموضة، والغذاء، والتقنية، إلا أن هناك اختلاف في مستوى الطلب حسب السوق الذي تعمل فيه، لذلك ينبغي إجراء بحث دقيق لفهم هذا الطلب ما يستلزم:
- إجراء الاستبيانات والاستطلاعات لمعرفة مدى اهتمام العملاء بالمنتجات الخضراء وما هي الأولويات التي يرغبون في رؤيتها.
- مراقبة المنافسين الذين تحولوا للمنتجات الصديقة للبيئة والاعتماد على أدوات تحليل البيانات لمعرفة نقاط القوة والضعف لديهم والاستفادة منها لمنح متجرك قيمة تنافسية.
- قياس حساسية الأسعار لمعرفة ما إذا كان العملاء مستعدون لدفع أسعار أعلى مقابل المنتجات الخضراء أو إن كانوا يبحثون عن البدائل الأكثر اقتصادية.
4. تعديل سلسلة التوريد لتكون صديقة للبيئة:
كذلك فإن هذه الخطوة من الخطوات الحاسمة في تحول متجرك نحو المنتجات الخضراء، فلا بد من تعديل سلسلة التوريد بحيث تصبح صديقة للبيئة عبر استخدام مواد خام مستدامة، والتعامل مع موردين يلتزمون بالمعايير البيئية، والتقليل من الانبعاثات الكربونية في مراحل التصنيع والتوزيع.
فيجب أن تبحث عن موردين يستخدمون طاقة نظيفة أو يعيدون استخدام الموارد في عملياتهم، فضلًا عن إجراء تحسينات في التغليف واستخدام مواد قابلة لإعادة التدوير أو التحلل لتقليل النفايات الناتجة عن التغليف.
كذلك لا بد من البحث عن شركات شحن تعتمد على وسائل نقل كهربائية أو تستخدم الوقود الحيوي. بذلك يمكنك تقليل البصمة الكربونية لمتجرك الإلكتروني وزيادة وعي العملاء بقيمتك البيئية.
5. تسويق المنتجات الخضراء وزيادة وعي العملاء:
لا يكتمل النجاح في التحول نحو الاستدامة وتقديم المنتجات الخضراء إلا بتسويق فعال يوضح للعملاء فوائد هذه المنتجات. فيجب أن يكون لديك خطة تسويقية احترافية تُركز على مميزات المنتجات الخضراء، مثل تقليل النفايات، والاستدامة، وحماية البيئة.
فالعملاء اليوم مهتمون بالمساهمة في حماية الكوكب، ولذلك فإن حملاتك التسويقية يجب أن تُظهر بوضوح كيف تسهم منتجاتك في هذه الجهود. وإليك بعضًا من النصائح التي يمكنك الاستعانة بها:
- استخدم شعارات وشهادات تُثبت أن منتجاتك خضراء، مثل شهادة FSC للورق المستدام أو Energy Star للأجهزة.
- أطلق حملات تعليمية عبر منصات التواصل الاجتماعي لتعريف العملاء بفوائد استخدام المنتجات الخضراء.
- قَدِّم خصومات أو مكافآت خاصة للعملاء الذين يختارون المنتجات المستدامة.
- تواصل مع مؤسسات أو جمعيات بيئية لزيادة مصداقيتك وتوسيع نطاق تأثيرك.
6. قياس الأداء والتطوير المستمر:
يتطلب التحول إلى المنتجات الخضراء المتابعة الدقيقة وتقييم الوضع باستمرار للتأكد من تحقيق الأهداف المرجوة. فيجب أن يكون لديك نظام لقياس الأداء وتقييم النتائج، سواء من ناحية الربحية أو من حيث التأثير البيئي، فضلًا عن البقاء على اطلاع دائم بالتطورات في مجال الاستدامة. فالتقنيات والمعايير البيئية تتطور بسرعة، ومن ثم قد تحتاج إلى تعديل استراتيجياتك وتطوير منتجاتك بمرور الوقت. ولتطبيق هذه الخطوة بفاعلية يمكنك الأخذ بهذه النصائح:
- حدد مؤشرات الأداء الرئيسية مثل مبيعات المنتجات الخضراء، ومستويات رضا العملاء، ومدى تقليل النفايات.
- اطلب من العملاء تقديم ملاحظاتهم حول تجربتهم مع المنتجات الخضراء لتحديد الجوانب التي يمكن تحسينها.
- أنشئ تقارير دورية توضح الأثر البيئي لمتجرك وكيف ساهم في تقليل الانبعاثات أو الهدر.
- تأكد بصفة دورية من أن الموردين وشركات الشحن ما زالوا ملتزمين بالمعايير البيئية.
- ابحث باستمرار عن ابتكارات في مجال المنتجات الخضراء مثل المواد الجديدة للتغليف أو طرق التصنيع المستدامة.
أمثلة على المنتجات الصديقة للبيئة في السعودية
تُعَد المملكة من الدول التي تواكب التوجه العالمي نحو الاستدامة، حيث باتت توفر العديد من المنتجات والحلول التي تساعد في الحفاظ على البيئة، سواء في المجالات الصناعية أو الاستهلاكية. وفيما يلي بعض الأمثلة على المنتجات الصديقة للبيئة المتوفرة في السوق السعودي:
- فُرَش الأسنان المصنوعة من الخيزران، فهذه النوعية تعد بديلًا مستدامًا للفرش البلاستيكية التقليدية، حيث يتم تصنيعها من مواد قابلة للتحلل وتساهم في تقليل النفايات البلاستيكية.
- أكياس تسوق قابلة لإعادة الاستخدام، تقدم العديد من المتاجر الكبرى أكياس تسوق مصنوعة من القماش أو مواد قابلة للتحلل، لتقليل استخدام الأكياس البلاستيكية.
- منتجات التنظيف الطبيعية التي تتكون من مكونات طبيعية مثل الزيوت الأساسية والخل، وهي خالية من المواد الكيميائية القاسية والسامة.
- الأجهزة الكهربائية الموفرة للطاقة، وهي أجهزة تتميز بتقنية متقدمة تقلل من استهلاك الطاقة، مما يساهم في خفض فواتير الكهرباء وتقليل الانبعاثات الكربونية.
- العبوات القابلة لإعادة الاستخدام، مثل زجاجات المياه والأكواب المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ أو الزجاج والتي تساعد في تقليل النفايات البلاستيكية، وتوفير حل عملي وصحي للحفاظ على المشروبات، ما يجعلها مثالية للاستخدام اليومي.
فهذه بعض الأمثلة للمنتجات الصديقة للبيئة الموجودة بالمملكة وبمختلف أنحاء العالم والتي تهدف جميعها إلى الحفاظ على البيئة عبر تطبيق معايير الاستدامة الموصى بها.
ختامًا،
يتطلب التحول نحو المنتجات الخضراء التزامًا جادًا من الأنشطة التجارية والمستهلكين لتحقيق الاستدامة البيئية، فمن خلال اعتماد ممارسات إنتاج صديقة للبيئة وتقديم منتجات مبتكرة، يمكن للشركات أن تسهم في تقليل الأثر البيئي وتعزيز الاقتصاد الأخضر.
هذا التحول لا يفيد البيئة فحسب، بل يفتح أيضًا فرصًا جديدة للنمو والابتكار، ما يدفعك للتحول إلى تبني منتجات مستدامة تسهم في منحك ميزة تنافسية بالسوق وتحقيق أقصى العوائد الممكنة على الاستثمار.