تنمو حاضنات الأعمال وكذلك مسرعات الأعمال في الشرق الأوسط بسرعة كبيرة، مدفوعة بتركيز متزايد على ريادة الأعمال والابتكار. فوفقًا للعديد من التقارير، فإن المنطقة قد شهدت نموًا ملحوظًا في عدد حاضنات الأعمال خلال العقد الأخير، حيث زاد عدد الحاضنات بأكثر من 40% خلال السنوات الخمس الأخيرة مركزةً على قطاعات محددة كالتكنولوجيا، والتجارة الإلكترونية، والرعاية الصحية، والتعليم، والطاقة المتجددة.
- وتعد حاضنة الأعمال The Garage بالمملكة العربية السعودية واحدة من أكبر حاضنات الأعمال للشركات الناشئة بالشرق الأوسط، حيث تمتد على مساحة 28,000 متر مربع وتدعم أكثر من 300 شركة تقنية ناشئة.
- وتعتبر Techstars Dubai من أضخم مسرعات الأعمال بالمنطقة، حيث استثمرت في أكثر من 1300 شركة ناشئة إقليمية وعالمية تماشيًا مع رؤية الإمارات الساعية لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال.
كل هذه الإحصائيات المستعرضة تبين مدى فاعلية حاضنات ومسرعات الأعمال في دعم رواد الأعمال والمشاريع الصغيرة والناشئة وتعزيز الاستدامة والنمو.
لنتعرف أكثر عن هذا المفهوم ونستعرض أبرز حاضنات الأعمال في السعودية والإمارات وأنواعها وأهميتها للأنشطة التجارية.
ما هي حاضنات الأعمال؟
ببساطة هي مؤسسات أو برامج تهدف إلى دعم الشركات الناشئة ورواد الأعمال خلال مراحلهم الأولى من النمو عبر تقديمها لمجموعة متنوعة من الخدمات التي تشمل توفير المكاتب والمرافق العامة، والاستشارات المالية والقانونية، والتوجيه المهني، والتدريب، وفرص التمويل؛ بهدف تقليل نسبة خسارة وانهيار الشركات الناشئة من خلال تقديم الدعم اللازم لتحويل الأفكار المبتكرة إلى مشاريع ناجحة.
وتعمل حاضنات الأعمال عادة على:
- خلق بيئة مواتية تتيح للشركات الناشئة الوصول إلى شبكة من العلاقات المهنية والتجارية والتي يمكن أن تكون ذات عون كبير في تحقيق النجاح.
- تسريع نمو الشركات وتطويرها من خلال توفير الموارد والخبرات التي قد تكون مكلفة أو صعبة المنال إذا ما حاول رواد الأعمال الحصول عليها بمفردهم.
بهذه الطريقة، تساهم حاضنات الأعمال في تعزيز ريادة الأعمال والابتكار، ومن ثم تحقيق نمو اقتصادي مستدام في المجتمعات التي تخدمها.
ولحاضنات الأعمال مهام متعددة لخدمة المشاريع الناشئة نستعرض أبرزها فيما يلي.
أبرز مهام حاضنات الأعمال وأهم فوائدها للمشاريع الناشئة
-
تقديم الدعم الإداري والتدريبي
توفر حاضنات الأعمال في السعودية والإمارات وفي جميع الدول دعمًا إداريًا شاملًا للشركات الناشئة بما يتضمن خدمات السكرتارية، والمحاسبة، وإدارة الموارد البشرية، مما يساعد رواد الأعمال في التركيز على تطوير منتجاتهم وخدماتهم عبر تكريس وقتهم وجهدهم للابتكار وتحقيق النمو.
كذلك تنظم الحاضنات مجموعة متنوعة من ورش العمل والدورات التدريبية في مجالات مثل التسويق، والتمويل، والإدارة، هذه البرامج التعليمية تساعد رواد الأعمال على اكتساب المهارات اللازمة لإدارة وتنمية أعمالهم بفاعلية، وتساهم في تحسين القدرات القيادية لرواد الأعمال، مما يمكنهم من إدارة فرقهم بصورة أفضل وتعزيز ثقافة الابتكار داخل الشركة.
-
توفير الموارد والبنية التحتية
تقدم الحاضنات للشركات الناشئة مساحات عمل مجهزة بمرافق حديثة مثل المكاتب، وغرف الاجتماعات، وخدمات الإنترنت، بما يقلل من التكاليف التشغيلية التي قد تكون باهظة على الشركات الناشئة في بداياتها.
بالإضافة إلى ذلك توفر حاضنات الأعمال الوصول إلى الموارد التقنية مثل البرمجيات والأجهزة المتقدمة التي يمكن أن تكون مكلفة إذا تم شراؤها بصورة مستقلة. هذا الدعم يعزز من كفاءة العمل ويسرع من عملية تطوير المنتجات.
-
توفير التمويل والدعم المالي
توفر حاضنات الأعمال للشركات الناشئة فرص الوصول إلى التمويل المبدئي والضروري لبداية المشروع أو تنميته، وهذا التمويل قد يأتي من خلال مِنَح، أو قروض ميسرة، أو حتى استثمارات مباشرة من الحاضنة.
هذه الموارد المالية تساعد الشركات على تغطية التكاليف الأولية مثل تطوير المنتجات، والتسويق، وتوظيف الموظفين الأساسيين.
كذلك تساعد الحاضنات الشركات الناشئة على إعداد خطط مالية قوية وجذب المستثمرين من خلال تقديم المشورة حول كيفية جذب رأس المال الاستثماري وإعداد العروض التقديمية للمستثمرين للحصول على التمويل اللازم للنمو والتوسع.
-
بناء شبكات العلاقات
تساعد حاضنات الأعمال الشركات الناشئة على بناء شبكات قوية من العلاقات المهنية من خلال تنظيمها لفعاليات وندوات تجمع بين رواد الأعمال والمستثمرين والخبراء في الصناعة، مما يخلق فرصًا للتعاون والشراكات.
بالإضافة إلى ذلك، توفر حاضنات الأعمال في السعودية والإمارات بيئة عمل تعاونية حيث يمكن لرواد الأعمال مشاركة الأفكار والتحديات والحلول مع نظرائهم، ما يعزز من روح المجتمع ويساهم في خلق بيئة داعمة ومشجعة للابتكار.
-
دعم الابتكار والتطوير التكنولوجي
تساعد حاضنات الأعمال الشركات الناشئة على تطوير وتنفيذ حلول تكنولوجية مبتكرة من خلال منح الإمكانية للوصول إلى مختبرات ومرافق بحث وتطوير مجهزة بأحدث التقنيات، مما يتيح للشركات اختبار منتجاتها وتحسينها قبل طرحها في السوق.
كما تشجع الحاضنات على التعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث لتعزيز الابتكار وتطوير التكنولوجيا، ما يؤدي إلى اكتشافات جديدة وتحسينات تقنية تمنح الشركات الناشئة ميزة تنافسية في السوق.
-
تعزيز التعاون بين الشركات الناشئة
تعمل الحاضنات كمنصة للتعاون بين الشركات الناشئة المختلفة، فهذه البيئة التعاونية تشجع على تبادل المعرفة والخبرات، مما يؤدي إلى إبداع مشترك وحلول مبتكرة، حيث يمكن للشركات الناشئة العمل معًا على مشروعات مشتركة أو تكامل منتجاتها وخدماتها لتحقيق فوائد متبادلة.
-
التوجيه والإرشاد
إحدى أبرز مهام حاضنات الأعمال هي تقديم التوجيه والإرشاد من خلال شبكة من المستشارين والخبراء في مجالات متعددة، حيث يتلقى رواد الأعمال النصائح والتوجيهات حول كيفية تحسين أعمالهم، وتجنب الأخطاء الشائعة، واستغلال الفرص المتاحة.
كما توفر الحاضنات فرصًا للتعلم والتطوير الشخصي من خلال ورش العمل والدورات التدريبية التي تغطي موضوعات مثل استراتيجيات الأعمال، والتسويق، والتمويل، ما يساهم في بناء قدرات رواد الأعمال ويزيد من فرص نجاح مشاريعهم.
-
تقديم التسهيلات القانونية والإدارية
تساعد الحاضنات الشركات الناشئة في التعامل مع الجوانب القانونية والإدارية المعقدة، سواء كان ذلك في تسجيل الشركات، والحصول على التراخيص، أو الامتثال للقوانين المحلية. فحاضنات الأعمال توفر الخبرة اللازمة لتسهيل هذه العمليات، ما يوفر للشركات الناشئة الوقت والموارد التي يمكن توجيهها نحو تطوير المنتجات والنمو.
-
تقديم الدعم في التسويق والدعاية
تساعد الحاضنات الشركات الناشئة في وضع استراتيجيات تسويقية فعالة وزيادة ظهورها في السوق، فمن خلال تقديم المشورة في مجالات مثل التسويق الرقمي، والعلاقات العامة، وتصميم العلامة التجارية، تمكن الحاضنات الشركات من الوصول إلى جمهور أكبر وزيادة مبيعاتها.
كما توفر الحاضنات فرصًا للظهور الإعلامي من خلال شبكاتها واتصالاتها مما يعزز من شهرة الشركة ويساعدها على بناء سمعة قوية في السوق.
وتتعدد أنواع حاضنات الأعمال العربية وبيان ذلك بالفقرة الآتية.
أشهر أنواع حاضنات الأعمال العربية
يوجد العديد من حاضنات الأعمال في العالم العربي التي تركز على مختلف القطاعات والصناعات، من ذلك على سبيل المثال:
-
حاضنات الأعمال الأكاديمية
غالبًا ما ترتبط هذه النوعية من الحاضنات بالجامعات أو مؤسسات البحث العلمي مثل مركز ريادة الأعمال بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ومركز إينوفا للإبتكار، حيث تقدم الموارد الأكاديمية ومرافق البحث وخبرات أعضاء هيئة التدريس لدعم الشركات الناشئة، خاصة تلك التي تركز على الابتكار ونقل التكنولوجيا.
-
حاضنات الأعمال المتخصصة
وهي المعنية بالتركيز على الشركات الناشئة ضمن قطاع معين، مثل التكنولوجيا، والرعاية الصحية، والطاقة المتجددة، والزراعة، إلى غير ذلك من القطاعات، وتقديم موارد وخبرات خاصة بالقطاع.
ومن أمثلة هذه النوعية من حاضنات الأعمال مركز دبي لرواد الأعمال التكنولوجيين وبرنامج بادر الذي يركز على الشركات الناشئة العاملة بقطاع التقنية بالمملكة العربية السعودية في مجالات مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتكنولوجيا الحيوية.
-
حاضنات الأعمال الاجتماعية
وهو نوع من الحاضنات يختص بدعم الشركات الناشئة ذات الأهداف الاجتماعية، مثل تلك التي تعالج القضايا البيئية أو التعليم أو الصحة أو التنمية المجتمعية. وغالبًا ما توفر هذه الحاضنات موارد مخصصة لقياس الأثر الاجتماعي وفرص تمويل خاصة بالمشاريع الاجتماعية.
ومن أشهر الأمثلة على هذه النوعية من الحاضنات مبادرة مسك للإبتكار بالسعودية، ومبادرة شراع بالإمارات.
-
حاضنات الأعمال الإبداعية
يركز هذا النوع من الحاضنات على الشركات الناشئة في الصناعات الإبداعية، بما يتضمن الفن والتصميم والأزياء والإعلام والترفيه. وتوفر هذه الحاضنات موارد متخصصة مثل مساحات الاستوديو والمعدات والاتصال بمجتمع الفنون لتكوين العلاقات.
ومن أمثلة هذا النوع من الحاضنات المركز الإبداعي من قطوف بالمملكة والذي يدعم الشركات الناشئة في الصناعات الإبداعية مثل الفنون والإعلام والتصميم، وتوفور 54 (twofour54) الذي يقع في أبوظبي، ويدعم الشركات الناشئة في مجال الإعلام والترفيه من خلال مرافق الإنتاج وفرص التواصل.
-
حاضنات الأعمال الإقليمية أو المحلية
وهو نوع من الحاضنات يستهدف الشركات الناشئة في منطقة جغرافية محددة مثل شركة وادي الرياض التي تركز على دعم الشركات الناشئة داخل منطقة الرياض وتعزيز التنمية الاقتصادية المحلية، ومركز أبوظبي العالمي الذي يدعم الشركات الناشئة محليًا وإقليميًا.
وتهدف هذه الحاضنات إلى تحفيز النمو الاقتصادي في منطقتها، ووغالبًا ما تكون مدعومة من الحكومة المحلية أو وكالات التنمية الإقليمية.
-
حاضنات الأعمال الدولية
وهو نوع من الحاضنات المصممة لمساعدة الشركات الناشئة على التوسع عالميًا عبر توفير الموارد والدعم لدخول أسواق دولية جديدة، بما يتضمن المساعدة في التحديات القانونية والثقافية واللوجستية. ومن أمثلة هذا النوع حاضنة أعمال وادي جدة، ومركز دبي المالي العالمي (DIFC).
-
حاضنات الشباب والطلاب
تركز هذه الحاضنات مثل مركز ريادة الأعمال بجامعة الأمير سلطان ومركز الشباب بدبي على رواد الأعمال الشباب، وغالبًا ما تتعاون مع المؤسسات التعليمية لتنمية المهارات الريادية لدى الطلاب والخريجين الجدد.
-
الحاضنات المدعومة حكوميًا
تمولها وتديرها الوكالات الحكومية لتعزيز التنمية الاقتصادية، وغالبًا ما تقدم هذه الحاضنات التمويل والمنح والحوافز بالإضافة إلى خدمات الحضانة التقليدية. ومن أبرز الأمثلة لهذه النوعية من الحاضنات: حاضنة صندوق التنمية الصناعي السعودي، ومبادرة دبي لريادة الأعمال.
-
الحاضنات المدعومة من المنظمات غير الحكومية:
تُدار من قِبَل المنظمات غير الحكومية، وتركز على الأهداف الاجتماعية أو الاقتصادية أو البيئية، حيث توفر الدعم للشركات الناشئة التي تتماشى مع مهمتها. ومن أمثلة هذا النوع: أشوكا العالم العربي بالمملكة، وكذلك Impact Hub بدبي.
وبعد استعراض مفهوم حاضنات الأعمال وأهم مهامها وفوائدها، إليك فيما يلي قائمة بأهم حاضنات الأعمال في السعودية والإمارات.
قائمة بأبرز حاضنات الأعمال في السعودية
تعمل المملكة العربية السعودية باستمرار على توحيد الجهود في مجال حاضنات ومسرعات الأعمال تماشيًا مع رؤية المملكة 2030، من أجل مزيد من التسهيل في تبادل المعلومات والخبرات وخلق بيئة استثمارية ابتكارية ضخمة ومترابطة.
لهذا السبب تسعى حاضنات الأعمال في السعودية إلى وضع الخطط والبرامج المبنية على وعي واستراتيجيات واضحة بهدف دعم رواد الأعمال في البلاد وتقديم خدماتها لأكبر عدد ممكن من الشركات الناشئة.
ومن أمثلة حاضنات الأعمال في السعودية:
تأسست حاضنة بادر للتقنية في عام 2007 كجزء من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بهدف دعم الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا والابتكار من خلال توفير بيئة متكاملة تساعد على تطوير الأفكار وتحويلها إلى شركات ناجحة. وتعتبر بادر واحدة من أبرز حاضنات الأعمال في السعودية وتلعب دورًا مهمًا في تعزيز ريادة الأعمال والنمو الاقتصادي في المملكة من خلال تقديمها للعديد من الخدمات بما يشمل:
- توفير مساحات عمل مشتركة.
- ودعم إداري وقانوني.
- واستشارات في مجال الأعمال.
- بالإضافة إلى برامج تدريبية وورش عمل متخصصة.
- كما توفر الحاضنة فرصًا للتواصل مع المستثمرين والشركاء التجاريين، مما يساعد الشركات الناشئة في الحصول على التمويل اللازم لتوسيع أعمالها.
-
حاضنة الأعمال الوطنية (BIAC)
تأسست شركة بياك في عام 2017، وهي إحدى الشركات المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، وتعد أول شركة مرخصة في المملكة العربية السعودية لإدارة وتشغيل حاضنات ومسرعات الأعمال، حيث تمتلك بياك الإمكانات اللازمة لدعم القطاعي الحكومي والخاص لخلق حلول ابتكارية وتطويرها من خلال الخبرات الواسعة في مجال الابتكار والخدمات المشتركة لدعم النمو والاستدامة عبر استخدام أفضل الممارسات والأساليب الحديثة. وتقدم BIAC مجموعة شاملة من الخدمات لرواد الأعمال ومنها:
- الاستشارات في مجال تطوير الأعمال، والدعم الفني والتقني.
- وتوفير مساحات عمل مجهزة.
- كما توفر الحاضنة برامج تدريبية وورش عمل متخصصة في مجالات متعددة مثل التسويق، والإدارة المالية، والتخطيط الاستراتيجي.
- كما تعمل على توفير فرص للتواصل مع المستثمرين وشبكات الأعمال المحلية والدولية.
-
حاضنة الأعمال الريادية (InspireU)
وهي مبادرة من شركة الاتصالات السعودية (STC) تهدف إلى دعم رواد الأعمال في قطاع التكنولوجيا والابتكار، وتركز على تحفيز الابتكار وتطوير المشروعات التقنية الناشئة من خلال تقديم بيئة داعمة وشاملة. وتقدم InspireU مجموعة واسعة من الخدمات تشمل:
- توفير مساحات عمل مشتركة.
- ودعم تقني واستشارات في مجال الأعمال.
- بالإضافة إلى برامج تدريبية وورش عمل متخصصة.
- كما تتيح الحاضنة فرصًا للتواصل مع مستثمرين وشركاء تجاريين، وتوفر الدعم اللازم للحصول على التمويل والتوسع في الأسواق المحلية والدولية.
-
مركز حاضنات ومسرعات الأعمال (خُطى)
يعد مركز حاضنات ومسرعات الأعمال (خُطى) التابع لجامعة الملك سعود إحدى المبادرات البارزة في المملكة العربية السعودية لدعم رواد الأعمال والمشروعات الناشئة.
يهدف المركز إلى توفير بيئة داعمة ومحفزة لتحويل الأفكار الريادية إلى مشروعات ناجحة من خلال تقديم مجموعة شاملة من الخدمات والموارد سعيًا إلى تعزيز الابتكار والنمو الاقتصادي من خلال تمكين رواد الأعمال وتزويدهم بالأدوات اللازمة لتحقيق النجاح. ويقدم مركز خُطى مجموعة واسعة من الخدمات التي تساهم في دعم رواد الأعمال في مختلف مراحل تطوير مشروعاتهم بما يشمل:
- توفير مساحات عمل مشتركة مجهزة بأحدث التقنيات والمرافق، مما يتيح لرواد الأعمال العمل في بيئة مريحة ومحفزة.
- كما يقدم المركز استشارات متخصصة في مجالات مختلفة مثل تطوير الأعمال، والتسويق، والإدارة المالية، مما يساعد رواد الأعمال على اتخاذ القرارات الصائبة وتجنب العقبات والتحديات.
- إضافةً لذلك، يعمل المركز على تسهيل الوصول إلى مصادر التمويل المختلفة، سواء من خلال الاستثمارات المباشرة أو القروض الميسرة، مما يساعد المشروعات الناشئة في الحصول على التمويل اللازم لتوسيع أعمالها.
-
حاضنة أعمال بيت المنشآت Startups House
تأسس بيت المنشآت عام 2017 بمدينة جدة في المملكة العربية السعودية، مع رؤية شاملة تهدف إلى بناء منظمة وبيئة متكاملة لريادة الأعمال، لا تعمل فقط مع الشركات المتوسطة والكبيرة فحسب، ولكن أيضًا مع الشركات الصغيرة والناشئة.
توفر الحاضنة كل ما يحتاج إليه رواد الأعمال وأصحاب الشركات الناشئة من موارد وخدمات لدعمهم على النمو والوصول بأفكارهم المبتكرة إلى مشاريع ريادية ناجحة، وتقدم العديد من الخدمات ومنها مثلًا:
- توفير مساحات عمل مشتركة مجهزة تجهيزًا كاملًا.
- وتقديم برامج إرشادية تربط رواد الأعمال بخبراء ومستشارين في مجالات متعددة مثل التمويل، والتسويق، والإدارة، والتكنولوجيا.
- فضلًا عن توفير الفرص للوصول إلى المستثمرين والجهات الممولة من خلال تنظيم فعاليات مثل عروض الأفكار (Pitching Events) وجلسات التعارف مع المستثمرين (Investor Meetups).
- إضافةً لتقديم دورات تدريبية حول كيفية جذب التمويل وإدارة رأس المال.
-
حاضنة أعمال كود CODE
وتعد واحدة من المبادرات البارزة لدعم ريادة الأعمال والمشاريع الناشئة في المملكة العربية السعودية. وتهدف الحاضنة إلى توفير بيئة ملائمة لتطوير الأفكار التجارية وتحويلها إلى شركات ناجحة ومستدامة، وتعزيز دور المرأة في ريادة الأعمال من خلال تقديم الدعم والمساندة للمشاريع النسائية، وتشجيع الابتكار والإبداع بين الطالبات والخريجات عبر توفير الموارد اللازمة لتحويل الأفكار إلى مشاريع واقعية.
وتقدم هذه الحاضنة خدمات عديدة تشمل:
- توفير مساحات عمل مجهزة تجهيزًا كاملًا تتيح للمستفيدات العمل في بيئة مهنية مشجعة.
- وتنظيم دورات تدريبية وورش عمل تغطي مجموعة واسعة من المواضيع المهمة لريادة الأعمال، مثل تطوير المنتجات، واستراتيجيات التسويق، والإدارة المالية، وتنمية المهارات القيادية.
- فضلًا عن توفير فرص للوصول إلى التمويل من خلال شراكات مع مستثمرين وجهات ممولة، بالإضافة إلى تقديم الدعم في كيفية إعداد الخطط المالية وجذب المستثمرين.
قائمة بأشهر حاضنات الأعمال في الإمارات
شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة تطورًا ملحوظًا في مجال ريادة الأعمال وتشجيع الشركات الناشئة تماشيًا مع رؤيتها الساعية إلى تعزيز التنوع الاقتصادي وتقديم دعم كبير للرواد الأعمال والمبتكرين الطموحين. وتمثل حاضنات الأعمال في الإمارات عاملًا أساسيًا للشركات الناشئة، حيث تعمل على تقديم بيئة مشجعة وموارد متميزة للمساعدة على النمو والتوسع. ومن أهم حاضنات الأعمال في الإمارات:
وهي منصة ريادية تقع في قلب أبوظبي، تم إطلاقها في عام 2019 بهدف تعزيز بيئة ريادة الأعمال في الإمارات وهي الآن موطن لأكثر من 1000 شركة ناشئة. وتأسست Hub71 بدعم من شركة مبادلة للاستثمار، ومايكروسوفت، وصندوق أبوظبي للاستثمار، وتعد واحدة من أهم حاضنات الأعمال في المنطقة.
يهدف Hub71 إلى جذب الشركات الناشئة العالمية والمحلية وتوفير بيئة ملائمة للنمو والابتكار عبر تقديم العديد من الخدمات لدعم الشركات الناشئة في مختلف مراحل نموها وتشمل:
- توفير مساحات عمل متطورة.
- ودعم مالي من خلال برامج التمويل والاستثمار.
- وخدمات التوجيه والإرشاد من قِبَل خبراء الصناعة.
- فضلًا عن تقديم فرص للتواصل وبناء العلاقات مع المستثمرين والشركاء الاستراتيجيين من خلال فعاليات وورش عمل متخصصة..
- وتوفير برامج تسريع الأعمال التي تساعد الشركات الناشئة على النمو بسرعة والوصول إلى أسواق جديدة.
-
مركز دبي التكنولوجي لريادة الأعمال (DTEC)
يعتبر مركز دبي التكنولوجي لريادة الأعمال (DTEC) واحدًا من أكبر حاضنات الأعمال التكنولوجية في الشرق الأوسط، ويقع المركز في مدينة دبي للتكنولوجيا، ويمتد على مساحة 5,000 متر مربع، مستضيفًا أكثر من 800 شركة ناشئة من مختلف أنحاء العالم.
وتأسس DTEC بهدف دعم رواد الأعمال والمبتكرين في قطاع التكنولوجيا، وتقديم بيئة عمل ملهمة ومتكاملة. ويوفر مركز DTEC مجموعة واسعة من الخدمات لدعم الشركات الناشئة، تشمل:
- توفير المكاتب والمساحات المشتركة.
- وخدمات الاتصال، والدعم القانوني، والتوجيه والإرشاد من قِبَل خبراء الصناعة.
- كما ينظم المركز فعاليات وورش عمل متخصصة لتعزيز المهارات والمعرفة في مجالات متعددة.
- إضافةً إلى منح الشركات الناشئة إمكانية الوصول إلى شبكة واسعة من المستثمرين والشركاء الاستراتيجيين من خلال الفعاليات والشبكات التي يديرها المركز.
-
حاضنة الأعمال إن5 (in5)
وهي مبادرة أطلقتها مدينة دبي للإعلام ومدينة دبي للإنترنت لدعم الشركات الناشئة في مجالات التكنولوجيا، والإعلام، والتصميم، عبر توفير بيئة عمل حيوية ومتكاملة تهدف إلى تحفيز الابتكار والإبداع. ويدير الحاضنة فريق من الخبراء الذين يقدمون الدعم والإرشاد لرواد الأعمال في مختلف مراحل تطوير مشاريعهم. وتقدم in5 مساحات عمل مشتركة ومكاتب خاصة، بالإضافة إلى مختبرات متخصصة لتطوير النماذج الأولية والتجارب، بجانب جلسات توجيه فردية وورش عمل تدريبية، ومنح الفرص للتواصل مع المستثمرين والشركاء المحتملين. كما توفر الحاضنة برامج متخصصة لدعم الشركات في مراحلها الأولى، بما يتضمن تسهيل الحصول على التراخيص والخدمات الحكومية.
تم تأسيس مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع) في عام 2016 بهدف تعزيز ريادة الأعمال والابتكار في إمارة الشارقة، ويهدف شراع إلى دعم الشباب ورواد الأعمال في تحويل أفكارهم إلى مشاريع ناجحة ومستدامة.
ويركز المركز على توفير بيئة محفزة تجمع بين التعليم والتدريب العملي عبر توفير مجموعة من البرامج التدريبية المتخصصة والورش العملية التي تساعد رواد الأعمال على تطوير مهاراتهم وإدارة أعمالهم بفاعلية. كما يقدم المركز مساحات عمل مشتركة، ودعم مالي في شكل مِنَح ومسابقات، بالإضافة إلى فرص للتواصل مع مستثمرين وخبراء في مختلف المجالات.
ومع وجود العديد من حاضنات الأعمال بالعالم العربي، لا بد من طرح سؤال مهم يتمثل في:
معايير هامة لاختيار حاضنة الأعمال المناسبة لمشروعك
عند اختيار حاضنة أعمال لمشروعك، يجب أن تنتبه إلى عدة معايير مهمة تساعدك على اتخاذ القرار الصائب ومنها:
- التخصص والخبرة: تأكد من أن الحاضنة لديها خبرة وتخصص في مجال عمل مشروعك، بحيث يمكنها تقديم الدعم والموارد المناسبة.
- الشبكة الاجتماعية والعلاقات: ابحث عن حاضنة توفر شبكة قوية من العلاقات والشركاء التجاريين التي يمكن أن تساعد على نجاح مشروعك.
- الموارد والبنية التحتية: تحقق من مدى توفير حاضنة الأعمال للموارد الضرورية مثل مساحات العمل المشتركة، التكنولوجيا اللازمة، والدعم الفني، والخدمات اللوجستية.
- المرونة والدعم الفردي: تأكد من أن الحاضنة تقدم دعمًا فرديًا ومرونة في تلبية احتياجات مشروعك الخاصة.
- التكاليف والشروط: قارن بين التكاليف المالية لاستخدام الحاضنة والخدمات التي تقدمها مع احتياجات مشروعك وميزانيتك.
- التوجيه والتدريب: تأكد من أن الحاضنة تقدم برامج توجيه وتدريب تساعدك على تطوير مهاراتك ومشروعك.
ونشير إلى أن هناك اختلافات وفوارق بين حاضنات الأعمال ومسرعات الأعمال.
ما الفرق بين مسرعات الأعمال وحاضنات الأعمال؟
يخلط البعض بين مفهومي حاضنة الأعمال Incubator ومسرعة الأعمال Accelerator، ويعود ذلك الخلط إلى التشابه الكبير بينهم في الخدمات التي يقدمونها، ولكن هناك العديد من الفوارق والاختلافات فيما بينهما تشمل:
-
الأهداف
- تهدف حاضنات الأعمال إلى مساعدة الشركات الناشئة في مرحلة الفكرة أو المراحل الأولية للمشروع، وتركز على تطوير فكرة المشروع وتحويلها إلى نموذج عمل قابل للتنفيذ.
- بينما تهدف مسرعات الأعمال إلى تسريع نمو الشركات الناشئة التي لديها بالفعل نموذج عمل أولي أو منتج جاهز عبر التركيز على توسيع نطاق الأعمال بسرعة وتحقيق نمو سريع.
-
المدة الزمنية
- عادةً ما تكون المدة الزمنية لمسرعات الأعمال أقصر حيث تتراوح من ثلاثة إلى ستة أشهر، وتركز على تحقيق أهداف محددة في فترة زمنية قصيرة.
- بينما تكون المدة الزمنية لحاضنات الأعمال أطول فقد تتراوح من سنة إلى ثلاث سنوات، ومن ثم تسمح هذه الفترة الطويلة للشركات بالنمو والتطور ببطء وثبات.
-
الخدمات المقدمة
- تعمل حاضنات الأعمال على تقديم خدمات متنوعة تتضمن تقديم مساحات عمل مشتركة، وتقديم الإرشاد والتوجيه، وتوفير موارد أساسية مثل الإنترنت، وغرف الاجتماعات، وخدمات السكرتارية، وتوفير بعض التمويل الأولي أو تسهيل الوصول إلى المستثمرين.
- بينما تقدم مسرعات الأعمال خدمات متعددة تشمل تقديم تمويل أولي مقابل حصة في الشركة، وتقديم إرشاد مكثف وتوجيه من قِبَل مجموعة من الخبراء والمستشارين، وتنظيم ورش عمل وبرامج تدريبية مكثفة، وتنظيم أحداث وعروض تقديمية (Demo Days) لعرض المشاريع أمام المستثمرين.
وعليه، فإن حاضنات الأعمال تناسب الشركات الناشئة في مراحلها الأولى كونها توفر بيئة دعم طويلة الأمد لتطوير الأفكار وبناء الأساسيات. بينما تناسب مسرعات الأعمال الشركات الناشئة التي لديها بالفعل منتج أو خدمة وتحتاج إلى دعم سريع للنمو والتوسع. فكلاهما يلعب دورًا مهمًا في نظام ريادة الأعمال، ويسهم في دعم الابتكار وتعزيز النمو والاستدامة بالسوق.
في النهاية،
يمكن القول بأن حاضنات الأعمال هي بيئة خصبة لنمو الأفكار وتحويلها إلى مشاريع ناجحة، حيث تقدّم الدعم اللازم لرواد الأعمال من خلال توفير الموارد والخبرات والإرشاد. فهي ليست مجرد مكان للعمل، بل مجتمع يجمع بين الإبداع والطموح والرغبة في تحقيق النجاح.
ومع استمرار التطور التكنولوجي والاقتصادي، تظل حاضنات الأعمال حجر الزاوية في بناء مستقبل اقتصادي مزدهر ومتنوع، لذا يجب أن تتضافر الجهود لتعزيز هذا النموذج ودعمه لضمان استمرار تدفق الابتكارات وتحقيق التنمية المستدامة في مختلف القطاعات.