أيام قليلة تفصلنا عن بداية العام الجديد، ومع إسدال الستار على عام عمل مضى بكل نجاحاته وإخفاقاته تظهر مدى أهمية هذه الفترة لجميع التجار، فهي ليست فرصة لدعم الأرباح عبر موسم مبيعات نهاية العام فقط ولكنها أيضًا نقطة فاصلة ووقت حيوي للتخطيط الاستراتيجي وتحديد مسار العام الجديد.
نتناول معكم في السطور القادمة مجموعة من أفضل الاستراتيجيات والنصائح الناجحة التي يجب على التجار اتباعها في نهاية كل عام، مدعومة بالأمثلة والأرقام، لمساعدتك على قلب صفحة العام الماضي بذكاء، وتحقيق أقصى قدر من الأرباح في الشهر الأخير، والدخول إلى العام الجديد بثقة وخطط رابحة.
ماذا يجب أن يفعل التجار بنهاية كل عام؟
أولًا: إجراء نظرة تحليلية شاملة على العام الماضي
في البداية عليك بإجراء تحليل شامل لبيانات مبيعاتك وتعليقات العملاء واتجاهات السوق من العام الماضي. ولا تنسَ أن تحدد منتجاتك الأكثر مبيعًا وفترات ذروة المبيعات وكذلك تفضيلات العملاء. فإن فهم هذه العناصر أمر بالغ الأهمية وسوف يكون مفتاحك الأول لاتخاذ قرارات مستنيرة وناجحة للعام القادم.
-
التعلم من النجاحات والإخفاقات
يجب أيضًا أن تتعلم من دروس الماضي، فكر في الاستراتيجيات التي حققت أفضل النتائج وكيفية الاستفادة منها، واسأل نفسك:
- هل أدت حملة تسويقية معينة إلى زيادة عدد الزيارات؟
- هل تجاوز خط الإنتاج الجديد التوقعات أم لم يحدث إقبال كما كان متوقع؟
💡 على سبيل المثال:
إذا لاحظت زيادة بنسبة ۳۰٪ في المبيعات عبر الإنترنت خلال فصل الصيف، فتحقق من الأسباب التي أدت إلى هذا التغيير. هل كانت حملة تسويقية جديدة أم ربما منتج رائج معين؟
وفي المقابل، اعترف بمجالات البيع التي لم تعمل كما هو مخطط لها وتعلم منها وخطط لعدم تكرارها في العام الجديد.
ثانيًا: مراجعة فعّالة للمخزون
تقييم مخزونك الحالي هو خطوة بالغة الأهمية، فعليك بالتفكير في كل المنتجات التي لم يكن عليها طلب كبير أو تعاني من بطء في حركة البيع، ثم اعرضها بخصومات لتوفير رأس المال للمنتجات الجديدة المطلوبة.
فمثلًا إذا كان لديك فائض من الملابس الصيفية لبعض المنتجات:
- اعرضها في موسم نهاية العام بعرض قطعة وعليها قطعة أخرى مجانًا.
- أو أضفها ضمن عروض المجموعات فلا يوجد ما يجذب المستهلكين للشراء أكثر من عرض على مجموعة كاملة. ومن أفضل الاستراتيجيات المتبعة هنا هو أن تضم المجموعة منتج ما رائج للغاية يبحث عنه الجميع ثم وضع منتجات أخرى معه في نفس المجموعة وعرضها بخصم جذاب.
💡 دعنا نوضحها بشكل أفضل..
إذا كان لديك متجر متخصص في بيع الملابس ولديك سروال عليه طلب كبير ورائج للغاية ولكن هناك سترة أو أي منتج آخر –بنفس اللون ويمكن تنسيقهم معًا– يوجد منه فائض كبير في المخازن ويعاني من قلة الطلب، ضع الاثنين في مجموعة واحدة واعرضهم مع خصم جذاب.
على الجانب الآخر عليك بالتخطيط لمخزونك للموسم القادم بناءً على الاتجاهات وبيانات المبيعات السابقة، فيجب أن يكون التخطيط للمخزون الجديد استراتيجيًا مبني على البيانات مع الأخذ في الاعتبار الاتجاهات الموسمية والسلوك المتوقع للمستهلك.
ثالثًا: الاستفادة من آراء وتعليقات العملاء
في سوق شديد التنافسية يصبح ولاء العملاء هو حجر الأساس في نجاح أي عمل تجاري، لذلك يجب أن تحلل جيدًا تعليقات وتقييمات العملاء على منتجاتك، وتحرص على الاستجابة لها، فمثلًا إذا كان هناك طلب متكرر من العملاء على ميزة معينة مثل طريقة دفع جديدة أو خيار تخصيص المنتج وما إلى ذلك، ففكر بجدية في إضافتها بالعام الجديد.
كذلك لا تغفل تحديد نقاط الألم Pain Points الشائعة ومعالجتها.
فعلى سبيل المثال: إذا أبلغ العملاء باستمرار عن صعوبة في التنقل في موقع الويب الخاص بك، فاستثمر في تحسينات تجربة المستخدم (UX).
🚛 نصيحة: عندما تقوم بإجراء تغييرات بناءً على تعليقات العملاء، فمن المهم إبلاغ عملائك بذلك، على سبيل المثال، أرسل بريد إلكتروني للإعلان عن ميزة جديدة أو تحسين ما تم إضافته وأكد على أن ذلك كان استجابة لمقترحاتكم.
رابعًا: تعزيز تجربة المستخدم
تأكد من أن موقع الويب الخاص بك ليس سهل الاستخدام فحسب، بل جذاب أيضًا. عليك بمراجعة جميع قوائم المنتجات للتأكد من وضوحها وسهولة الوصول إليها، واختبر سرعة عمليات الدفع ومدى سرعة الاستجابة لمستخدمي الأجهزة المحمولة.
تؤثر أوقات التحميل بشكل مباشر على رضا العملاء ومعدلات الارتداد Bounce Rates. استخدم أدوات مثل Google PageSpeed Insights للحصول على نصائح وبيانات فيما يخص ذلك. |
وفي نهاية العام أيضًا يجب أن تقوم بعمل مراجعة شاملة للصفحات الموجودة على موقع الويب الخاص بك التي تجذب أكبر عدد من الزيارات والأماكن التي يقضي فيها المستخدمون معظم وقتهم، واستخدام هذه المعلومات لتحسين المناطق ذات حركة المرور العالية ودعم الصفحات ذات الأداء الضعيف.
💡 استخدام بيانات العملاء لتقديم تجارب مخصصة. مثل عرض توصيات المنتج بناءً على سجل التصفح أو العناصر التي تم شراؤها مسبقًا.
خامسًا: استراتيجيات التسويق الفعّالة ببداية العام
توفر هذه الفترة أيضًا فرصًا فريدة لتقييم الاستراتيجيات التسويقية السابقة والعمل على تحسينها وتنفيذ أساليب ديناميكية جديدة تتماشى مع العام الجديد، وإليك أفضل الاستراتيجيات التسويقية التي ينصح باتباعها في بداية العام:
- تقييم أداء العام السابق: راجع جهودك التسويقية على مدار العام. فعلى سبيل المثال، هل أدى التسويق عبر البريد الإلكتروني إلى تعزيز مبيعاتك في مواسم البيع؟ إذا كان الأمر كذلك، فعليك بتعزيز طرقك التسويقية عبر هذه القناة مع استكشاف طرق جديدة مماثلة.
- التوسع في قنوات جديدة: يعد العام الجديد وقتًا ممتازًا للمغامرة في منصات غير مستغلة. فعلى سبيل المثال، الشراكات الفعالة مع المؤثرين بمجال عملك على القنوات الجديدة مثل “تيك توك” يمكن أن تكون أدوات فعالة لجذب انتباه جمهور العام الجديد الذي يبحث عن منتجات وتجارب جديدة.
- ترابط الاستراتيجيات عبر القنوات المختلفة: يوفر العام الجديد فرصة لبداية جديدة، مما يجعله وقتًا مثاليًا لتغيير وعرض صورة موحدة ومحددة لعلامتك التجارية عبر جميع القنوات التسويقية.
- أجندة محتوى للأوقات الترويجية: أنشئ أجندة محتوى شاملة تحدد فترات المبيعات الرئيسية، بما في ذلك مبيعات ما بعد الجمعة البيضاء، والتي يمكن أن تجذب العملاء الذين يبحثون عن عروض العام الجديد.
- تعزيز ولاء العملاء: أطلق بعض العروض الترويجية التي تكافئ العملاء الأوفياء. إذ تعتبر بداية العام وقتًا رائعًا لإظهار تقديرك وتشجيعهم على الاستمرار في الشراء في متجرك. فمثلًا، يمكنك إعطائهم شحن مجاني لمدة شهر أو خصومات حصرية على بعض المنتجات.
سادسًا: دمج استراتيجيات الشحن في التخطيط
أثناء عملك على تحسين أساليبك التسويقية والترويجية للعام الجديد، من المهم أيضًا تقييم استراتيجيات الشحن وتحسينها. فالشحن الفعال يمكن أن يعزز بصورة كبيرة رضا العملاء وولائهم، واعلم أنه أمر حيوي خاصة أثناء مواسم الأعياد والمناسبات.
- مراجعة سياسات الشحن: العام الجديد هو الوقت المثالي لمراجعة سياسات الشحن الخاصة بك. فكر في تقديم عروض شحن مجانية، أو شحن بسعر ثابت، أو خيارات شحن سريعة لتلبية تفضيلات العملاء المتنوعة.
- تقييم شركاء الشحن: قَيِّم أداء شركاء الشحن لديك. هل هي موثوقة وفعالة من حيث التكلفة؟ قد يكون العام الجديد هو الوقت المناسب لإعادة التفاوض بشأن الشروط أو استكشاف شراكات جديدة للحصول على أسعار أو خدمات أفضل.
- إدارة المخزون: نَسِّق إدارة المخزون الخاص بك مع لوجستيات الشحن. وهذا يضمن أن المنتجات الشائعة مخزنة بشكل كافٍ وجاهزة للإرسال الفوري.
- أتمتة عمليات الشحن: تنفيذ أو ترقية أدوات التشغيل الآلي لعمليات الشحن لزيادة الكفاءة وتقليل الأخطاء وتوفير الوقت.
🚛 عامك الجديد يحتاج إلى منصة شحن متكاملة!
انشىء حساب في أوتو مجانًا واشحن مع أكثر من ۲۰۰ شركة شحن محلية وعالمية بعقودك الخاصة أو بأسعار مخفضة تنافسية تصل إلى ۹۰٪ مع ربط تقني سلس بقنوات البيع ونظم إدارة المخزون وعمليات أتمتة متقدمة وغيرها الكثير.
سابعًا: تحديد الأهداف الذكية والاتجاهات الحديثة
كن على اطلاع دائم بالاتجاهات الحديثة بالسوق لدعم استراتيجيات تجارتك وفقًا لها، وحدد أهدافًا ذكية SMART Goals (محددة، قابلة للقياس، قابلة للتحقيق، ذات صلة، محددة زمنيًا). فتحديد أهداف واضحة وقابلة للقياس والتحقيق، يعد الأساس الأهم للتميز في سوق شديد المنافسة.
دعنا نضرب سويًا بعض الأمثلة على ذلك:
- أهداف واضحة: بدلاً من تحديد هدف غامض مثل “زيادة المبيعات”، حدد الهدف مثل “زيادة المبيعات الإلكترونية للمنتج X بنسبة ١٥٪”.
- خطط عملية: وضع خطط عمل واضحة لكل هدف. فمثلًا، إذا كان الهدف هو زيادة حركة المرور عبر موقعك، فحدد استراتيجيات التسويق المحددة التي ستستخدمها، مثل تحسين محركات البحث (SEO) أو الإعلان على وسائل التواصل الاجتماعي وما إلى ذلك.
- تقييم الموارد: تأكد من إمكانية تحقيق الأهداف باستخدام الموارد المتاحة لديك. يتضمن ذلك مراعاة ميزانيتك وقدرات فريقك وظروف السوق.
- موافقة الأهداف مع طبيعة تجارتك: عليك بمواءمة الأهداف مع استراتيجية وقيم عملك الشاملة. فعلى سبيل المثال، إذا كانت علامتك التجارية تركز على المنتجات الفاخرة، فوضعك أهداف خاصة بالخصومات لن يكون هدف مناسب لجمهورك.
- المواعيد النهائية الواضحة: حدد مواعيد نهائية واضحة لكل هدف. على سبيل المثال: أهدف إلى تحقيق زيادة بنسبة ٢٠٪ في حركة المرور عبر الإنترنت خلال الربع الأول من العام.
ولا تنسَ أهمية التنبؤ بالاتجاهات الحديثة Trends فالاطلاع على أحدث الاتجاهات يمنحك ميزة تنافسية هائلة سواء كان الأمر يتعلق بتحولات في سلوك المستهلك أو تكنولوجيا جديدة.
ثامنًا: مواكبة التطور الرقمي
النصيحة الأولى لك هنا أن تبقى على اطلاع بالتقنيات الحديثة والناشئة عبر حضور مؤتمرات الصناعة والاشتراك في المجلات التقنية ومتابعة قادة الفكر على وسائل التواصل الاجتماعي.
كذلك عليك الاستفادة من خدمات الذكاء الاصطناعي لتقديم تجارب تسوق مخصصة.
على سبيل المثال:يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل أنماط التصفح لاقتراح منتجات مخصصة لكل عميل.
تأكد من تحسين موقع الويب الخاص بك ومتجرك عبر الإنترنت للأجهزة المحمولة، فالجزء الأكبر من حركة التجارة الإلكترونية يأتي من الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية. |
ولتسريع عمليات التجارة الإلكترونية وتنظيم وتبسيط أعمالك بالعام الجديد، استخدم الأنظمة المتكاملة التي تربط الجوانب المختلفة لأعمالك، بدءًا من منصات التجارة الإلكترونية وحتى أنظمة إدارة علاقات العملاء (CRM) وتخطيط موارد المؤسسات (ERP). واستفد أيضًا من أدوات الأتمتة المتقدمة، عبر أتمتة المهام المتكررة، مثل إدارة المخزون ومعالجة الطلبات واستجابات خدمة العملاء وما إلى ذلك.
🚀 انضم إلى أوتو اليوم واشترك في باقة الأعمال للتمتع بميزات أتمتة متقدمة لشحناتك مع عمليات ربط تقني مباشر مع أكبر وأشهر منصات التجارة الإلكترونية وقنوات البيع وأنظمة الـ ERP العربية والأجنبية بما يتيح لك المزامنة التلقائية لكل ما يخص أمورك اللوجستية مع نظام أوتو المتكامل.
تاسعًا: وضع ميزانية واقعية للعام القادم
في النهاية يجب عليك وضع ميزانية واضحة ومحددة لعامك الجديد وإليك بعض النقاط الهامة التي تساعدك على ذلك:
- استفد من البيانات القديمة: قم بوضع الأداء المالي السابق كقاعدة، ثم اضبط بعدها التغييرات المتوقعة في السوق، واستراتيجية عملك، وأي أحداث متوقعة حتى ولو لمرة واحدة.
- التنبؤ بالإيرادات: كن متحفظًا ولكن واقعيًا في توقعات مبيعاتك. ضع في اعتبارك اتجاهات الصناعة والتوقعات الاقتصادية وخطط نمو عملك.
- التخطيط للطوارئ: خصص جزءًا من ميزانيتك لتغطية النفقات غير المتوقعة. يمكن أن تكون هذه الوسادة المالية منقذًا لتجارتك في أوقات الأزمات أو انعدام الفرص وسط المنافسة الشديدة.
💡 يجب أن تفكر في استشارة مستشار مالي أو محاسب، إذ توفر خبراتهم رؤى قيمة، خاصة في مجالات مثل التخطيط الضريبي والاستراتيجية المالية طويلة المدى.
ولا تنسَ أن الفحص الشامل للسلامة المالية ليس مجرد مهمة في نهاية العام، بل هو عملية مستمرة. من خلال الفهم العميق لبياناتك المالية، وإدارة التدفق النقدي بفعالية، ووضع ميزانية واقعية ومرنة، يمكنك ضمان الاستقرار والنمو المالي لتجارتك.
خاتمة
في النهاية نؤكد على أن فترة نهاية العام تعد فرصة رائعة للتجار وأصحاب المتاجر عبر الإنترنت لتعزيز أرباحهم وتعزيز مكانتهم في السوق. فمن خلال فهم سلوك المستهلك، والاستفادة من الأدوات الرقمية، والتركيز على مشاركة العملاء والعمل على الاحتفاظ بهم، يمكن للشركات تحقيق أقصى قدر من النجاح، والمفتاح هنا هو أن تظل قادرًا على التكيف، ومعتمدًا على البيانات، ومركّزًا على العملاء، مما يضمن نهاية مربحة للعام وبداية قوية للعام التالي.