في عالم يزداد رقمنةً يومًا بعد يوم، تبرز التجارة الإلكترونية والخدمات اللوجستية كقوتين رئيسيتين تدفعان عجلة التغيير. فمع ازدياد اعتماد الناس على التسوق عبر الإنترنت، تُصبح الخدمات اللوجستية عنصرًا أساسيًا لضمان توصيل المنتجات إلى العملاء بكفاءة وسرعة.
وفي هذا المقال، سنلقي الضوء على أهم الإحصائيات المتعلقة بالتجارة الإلكترونية واللوجستيات لعام ۲۰۲٤، والتي لا بد من معرفتها للحفاظ على ريادتك في عالم التجارة الإلكترونية والخدمات اللوجستية المتطور باستمرار.
أبرز إحصائيات التجارة الإلكترونية في العالم في ۲۰۲٤
حققت التجارة الإلكترونية نموًا هائلًا في السنوات الأخيرة، ويتوقع الخبراء ازدياد هذا النمو بوتيرة كبيرة خلال الأعوام القادمة. وإليك فيما يلي استعراض لأهم الإحصائيات التي تبرهن على ذلك وتعكس المشهد الحالي وكذلك المستقبلي للتجارة الإلكترونية.
أولًا: إحصائيات التجارة الإلكترونية العالمية:
- يتوقع الخبراء أن يصل حجم سوق التجارة الإلكترونية العالمي إلى ٦.۰۷ تريليون دولار أمريكي في عام ۲۰۲٤.
- ومن المتوقع أن تحقق المبيعات عبر الجوال حوالي ٤۲.۹٪ من إجمالي المبيعات.
- كما يتوقع الخبراء أن تبلغ مبيعات التجارة الاجتماعية Social Commerce ثلاثة أضعاف بحلول عام ۲۰۲٥.
- بينما تتصدر جنوب شرق آسيا الأسواق النامية مدعومة بزيادة الإنفاق الرقمي في الهند كأحد أهم العوامل المؤثرة.
- ويفضل أكثر من نصف المتسوقين العالميين التسوق باللغة الأم.
- ومن المتوقع أيضًا العمل على تعزيز مرونة سلسلة التوريد لضمان استمرارية الأعمال التجارية في ظل الظروف غير المتوقعة لتجنب تكرار ما حدث جراء جائحة كورونا.
ثانيًا: إحصائيات التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA):
- وفقًا لأحدث التقارير، فإن سوق التجارة الإلكترونية سيشهد قفزة هائلة، حيث سينمو من ۳۷ مليار دولار في عام ۲۰۲۲ إلى ٥۷ مليار دولار بحلول عام ۲۰۲٦.
- وتعد الإمارات العربية المتحدة من الدول الرائدة في مجال التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تليها المملكة العربية السعودية ومصر.
- وتعتبر الإلكترونيات من السلع الأكثر طلبًا من المستهلكين في السعودية ومصر، مما يدل على الاهتمام الكبير من المتسوقين بهذه المنتجات.
- بينما تشهد المواد الغذائية في الإمارات العربية المتحدة نموًا ملحوظًا، وهذا يعكس الطلب المتزايد من المستهلكين على المنتجات الغذائية والمشروبات بالدولة.
وبالنسبة لتقارير سوق التجارة الإلكترونية في السعودية:
- فقد بلغ حجم التجارة الإلكترونية بالسعودية في عام ۲۰۲۳ حوالي ۱۲۰ مليار ريال سعودي، ومن المتوقع أن يصل حجم التجارة الإلكترونية في السعودية إلى ۲۰۰ مليار ريال سعودي بحلول عام ۲۰۲٥.
- ويحتل سوق التجارة الإلكترونية بالمملكة العربية السعودية المرتبة 27 عالميًا بعدد مستخدمين يبلغ ۲۸.٤ مليون مستخدم، وهناك توقعات بتزايد هذا العدد ليصل إلى ۳٤.٥ مليون بحلول عام ۲۰۲٥.
- ويتوقع الخبراء نمو حجم سوق التجارة الإلكترونية بالمملكة بقيمة تقدر بحوالي ۱٥ مليار دولار بحلول عام ۲۰۲٥.
- وتستحوذ المملكة العربية السعودية على ٤٥٪ من حجم التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط والعالم العربي.
- وقد بلغ عدد المتاجر الإلكترونية في السعودية أكثر من ۱۰۰ ألف متجر، كما تعد مدينة الرياض من أكبر المدن من حيث السجلات القائمة للتجارة الإلكترونية بنسبة تقدر بحوالي ۱٥,۰۷٤٪.
- وبلغ عدد المتاجر الإلكترونية النشطة بالمملكة أكثر من ۳۹ ألف متجر بنسبة نمو تقدر بحوالي ۱٦۲٪.
- بحلول عام ۲۰۲٥، من المتوقع نمو فئة الإلكترونيات بقيمة تقدر بحوالي ۲.۸ مليار دولار، في حين ستحتل الموضة المرتبة الثانية بقيمة ۲.۷ مليار دولار.
- ويبلغ إجمالي الإيرادات المتوقعة للتجارة الإلكترونية بالمملكة العربية السعودية حوالي ۲٦۰ مليار ريال بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ ۱٥٪ بين عامي ۲۰۲۰/۲۰۲٥.
ثالثًا: أهم الإحصائيات المتعلقة بمنصات التجارة الإلكترونية:
- تُعد شوبيفاي Shopify من منصات التجارة الإلكترونية الرائدة في العالم، حيث تتمتع بحصة سوقية تبلغ ۲٥٪.
- في حين تتمتع منصتا التجارة الإلكترونية WooCommerce و Wix بحضور قوي في السوق، مما يدل على شعبيتهما وقدرتهما على تلبية احتياجات المستخدمين.
- وتعتبر منصة ماجنتو سابقًا (أدوبي كومرس حاليًا) أيضًا لاعبًا هامًا في السوق، فهي تتمتع بحصة سوقية كبيرة وقاعدة مستخدمين واسعة.
رابعًا: إحصائيات مبيعات المنتجات حسب الفئات:
- ذكرت أحدث الإحصائيات بأن الوسائط الإعلامية، والألعاب، والمستلزمات المكتبية، والإلكترونيات من السلع التي ستحقق نموًا كبيرًا خلال السنوات القادمة.
- بينما تشهد الولايات المتحدة الأمريكية نموًا في قطاعات الأغذية، والجمال، ومعدات المكاتب.
خامسًا: إحصائيات متعلقة بتفضيلات المستهلكين:
تفضيلات المستهلك هي القوة الدافعة وراء السلوك الشرائي للأفراد، وتشير إلى اختياراتهم عند التسوق لشراء المنتجات أو الخدمات. وتتضمن إحصائيات تفضيلات المستهلكين ما يلي:
- تشير الإحصائيات إلى أن هناك ۷۹٪ من الزيارات على منصة شوبيفاي للتجارة الإلكترونية تأتي من الأجهزة المحمولة، مثل الجوالات الذكية والأجهزة اللوحية.
- وتشير كذلك إلى أن حوالي ۳.۳٪ من الأشخاص الذين يزورون متجرًا إلكترونيًا سيجرون عملية شراء.
- كما أوضحت التقارير بأن أبرز التحديات التي تواجه التجارة الإلكترونية تتمثل في عمليات الإرجاع المتزايدة، إضافةً إلى عمليات الاحتيال.
نظرة عامة على سوق تخطيط موارد المؤسسات (ERP):
في عالم يتمتع بالديناميكية وسرعة التغير والتحديات المتزايدة، تبحث الشركات والمؤسسات عن حلول فعالة لضمان استمرارها وازدهارها. ويُعد نظام تخطيط موارد المؤسسات (ERP) أحد أهم هذه الحلول، فهو يمنح الشركات القدرة على إدارة عملياتها بكفاءة وفعالية، مما يُسهم في تحقيق النجاح المستدام.
يُقدم نظام ERP حلولًا شاملة لإدارة مختلف جوانب العمل بما يشمل الإنتاج، والتسويق، والمبيعات، وسلسلة التوريد. وإليك نظرة عامة على سوق تخطيط موارد المؤسسات:
- تشير الإحصائيات بأن القيمة السوقية لتخطيط موارد المؤسسات (ERP) من المتوقع أن تصل إلى ۱۸۳ مليار دولار أمريكي في عام ۲۰۲٤.
- يمثل الذكاء الاصطناعي وأنظمة تخطيط موارد المؤسسات السحابية أحدث الاتجاهات المفتاحية نحو النمو.
- تمثل الشركات الرائدة في هذا المجال: مايكروسوفت، SAP SE، Intuit، Constellation Software.
إحصائيات تخطيط موارد المؤسسات (ERP) في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا
- أسهم التحول الرقمي مدفوعًا باستخدام الإنترنت والجوالات الذكية في نمو سوق تخطيط موارد المؤسسات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا.
- ويشهد سوق تخطيط موارد المؤسسات (ERP) طلبًا متزايدًا على ابتكار حلول محددة لتتناسب مع احتياجات قطاعات معينة بما يشمل إدارة سلسلة التوريد، وتحسين كفاءة الإنتاج، وإدارة المخزون، وتعزيز تحليلات البيانات.
- ووفقًا لأحدث التقارير، فإن تنفيذ أنظمة تخطيط موارد المؤسسات (ERP) يواجه العديد من التحديات، من أهمها: اختبار التكامل، ونقل البيانات، والأمان، إلخ.
اتجاهات أنظمة تخطيط موارد المؤسسات المستقبلية
يشهد سوق أنظمة تخطيط موارد المؤسسات (ERP) تغيرات سريعة مدفوعة بالتطورات التكنولوجية والاحتياجات المتغيرة للشركات. وفيما يلي إلقاء الضوء على أهم الاتجاهات المستقبلية:
- تشير الإحصائيات إلى ازدياد أهمية الأتمتة والتحليلات، حيث أصبحت ميزات قياسية في أنظمة تخطيط موارد المؤسسات ERP الحديثة.
- وكذلك ازدياد دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) في أنظمة تخطيط موارد المؤسسات ERP لتحسين تطوير المنتجات، وإنشاء التقارير التلقائية، وتحسين خدمة العملاء، إلخ.
- إضافةً إلى تزايد أهمية حلول الحوسبة السحابية والجوالات، مما يعكس تحولًا عالميًا نحو العمل عن بُعد والوصول إلى البيانات من أي مكان.
اعتبارات ينبغي مراعاتها لزيادة حصتك السوقية في ۲۰۲٤
تواجه الشركات على اختلافها اليوم العديد من التحديات والفرص التي تتطلب تحليلًا استراتيجيًا دقيقًا ووضع التكتيكات اللازمة لزيادة الحصة السوقية وتحقيق الاستدامة والنمو. وإليك بعض النقاط التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار:
- الاهتمام بالذكاء الاصطناعي والحلول القائمة على السحابة لتحقيق النجاح للشركات الحديثة.
- الاعتماد على القنوات المتناغمة والتخصيص في التجارة الإلكترونية.
- الاهتمام بتسليم الميل الأخير إذ يعد ضروريًا لتعزيز النمو.
- التركيز على التجارة الإلكترونية عبر الجوالات.
- تحسين معدل التحويل بواسطة روبوتات الدردشة، والدردشة المباشرة، وتوفير خيارات دفع متعددة.
خاتمة
ينمو عالم التجارة الإلكترونية واللوجستيات بوتيرة هائلة، مدعومًا بتطورات تقنية وابتكارات جديدة. فالذكاء الاصطناعي، والحلول السحابية، والتجارة الاجتماعية، وتخطيط موارد المؤسسات (ERP) هي الدعائم الأساسية التي ستشكل مستقبل هذا المجال.
ويتطلب النجاح في هذا العالم المتغير من الشركات التكيف مع الاتجاهات الحديثة والاستثمار في التكنولوجيا المناسبة لزيادة حصتها السوقية وتحقيق مبادئ الاستدامة والنمو وتعزيز القيمة التنافسية ومن ثم تحقيق أقصى العوائد الممكنة على الاستثمار. فالمستقبل مشرق، لكنه يتطلب استعدادًا وتخطيطًا استراتيجيًا لتحقيق كافة الأهداف المنشودة.