شرح الشحن القياسي واختلافه عن الشحن السريع وكيفية تطبيقه

لو أنك تصفحت بعض المتاجر الإلكترونية لشراء منتجًا ما وأضفته بعربة التسوق الخاصة بك وانتقلت للخطوات الموصى بها لإتمام عملية الشراء حتى وصلت إلى خيارات الشحن المتنوعة ما بين الشحن القياسي والشحن السريع أو المتناهي السرعة، فعندها تظهر الحيرة والتردد، فهل تختار السرعة مقابل دفع المزيد من المال؟ أم تفضل التوفير وتنتظر بضعة أيام إضافية؟

فهذه النماذج من الأسئلة تعكس التحدي الذي يواجهه العديد من المتسوقين عبر الإنترنت، خاصةً في ظل التنوعية الموجودة بخيارات الشحن بما أدى إلى الصعوبة في اتخاذ القرار بالنسبة للمستهلكين.

ويلعب الشحن القياسي دورًا محوريًا في حل هذه المعضلة بالنسبة للمتاجر الإلكترونية والتي تتسبب في حيرة المتسوقين، إذ يعد خيار متوازن بين السرعة والتكلفة، فهو يُتيح للمتسوقين الحصول على منتجاتهم بسعر معقول نسبيًا، مع الأخذ بعين الاعتبار مدة انتظار أطول قد تصل إلى بضعة أيام أو أسابيع، حسب الوجهة وشركة الشحن.

لنستكشف المزيد حول خدمة الشحن القياسية ولنبدأ بالتعريف.

ما معنى الشحن القياسي Standard Shipping وأهم خصائصه؟

يشير الشحن القياسي إلى ذلك الخيار الذي تقدمه شركات الشحن للأنشطة التجارية بهدف تحقيق التوازن ما بين سرعة تسليم الطلبات والتكلفة. وعادةً ما يكون هذا النوع من خيارات الشحن أبطأ من حيث سرعة التسليم مقارنةً بخدمة الشحن السريع، ولكنه بالمقابل أكثر اقتصادية من حيث التكلفة.

ما هي خصائص الشحن القياسي؟

• يستغرق وقتًا أطول من خيارات الشحن السريع، فيمكن أن تتراوح أوقات التسليم من ٣ إلى ١٠ أيام عمل اعتمادًا على نقطة انطلاق الشحنة ووجهتها.
• منخفض التكلفة مقارنةً بخيارات الشحن السريع وبذلك تكون تكلفته ملائمة لكل من التاجر والعميل.
• تنوع شركات الشحن التي توفر خدمات شحن قياسية أو اعتيادية، وفي أوتو نوفر أكثر من ٢٠٠ شركة شحن محلية وعالمية تقدم خدمات الشحن القياسي وغيرها من خدمات الشحن الأخرى.
• متاح لكل من عمليات التسليم المحلية والدولية على الرغم من أن أوقات الشحن الدولي ستكون أطول بوجه عام.
• يتضمن غالبًا خدمات التأمين ضد الفقدان أو التلف، مما يُقدم حماية إضافية للمنتجات وضمان وصولها بأمان للمستهلكين، إلى جانب خدمة تتبع الشحنات.
• سهل الاستخدام إذ لا يتطلب إجراءات معقدة أو مُتطلبات إضافية.

وللشحن القياسي العديد من الأسماء ومنها على سبيل المثال:

• الشحن الاقتصادي.
• الشحن العادي.
• الشحن الاعتيادي.
• الشحن الأساسي.

آلية عمل الشحن القياسي

لا تختلف آلية عمل الشحن القياسي كثيرًا عن غيره من خيارات الشحن الأخرى، حيث ينطوي على عدة مراحل أساسية تشكل آلية عمله وتشمل:

• مرحلة معالجة الطلب:

وفيها يتم تجهيز الطلب وفقًا لاحتياجات المستهلك المرسلة والمنتجات المطلوبة، ليتم تجميعها وفحصها للتأكد من مطابقتها للمواصفات المطلوبة وتجهيزها للشحن من حيث التعبئة والتغليف لعدم تلفها أثناء عملية النقل.

• مرحلة استلام الطلب:

فبعد تجهيز الشحنة، يتم تسليمها إلى شركة الشحن المختارة لنقل البضائع إلى وجهتها المقصودة.

• مرحلة التخزين المؤقت:

وفيها يتم نقل الشحنات المختلفة إلى المستودعات المركزية الخاصة بشركة الشحن لفحصها والتأكد من سلامتها ومن ثم شحنها للمستهلك النهائي.

• مرحلة تسليم الطلبات:

والتي يتم خلالها تسليم المنتجات للمستهلك النهائي في الوقت والمكان المتفق عليه، وقد يتطلب ذلك توقيع المستلم كدليل على استلام البضاعة بحالة جيدة.

جدير بالذكر أن هناك العديد من الاختلافات ما بين الشحن القياسي والشحن السريع نستعرض أبرزها فيما يلي.

أبرز الاختلافات والفوارق بين الشحن السريع والشحن القياسي

تتمثل الفوارق والاختلافات الجوهرية بين كلًا من الشحن القياسي والشحن السريع في:

• وقت التسليم:

يتميز الشحن السريع بسرعة تسليم المنتجات للمستهلكين مقارنةً بالشحن القياسي، إذ تتوفر خيارات تسليم سريعة متنوعة تشمل التوصيل بنفس اليوم، أو في اليوم التالي، أو خلال ٣ أيام كحد أقصى. بينما يستغرق الشحن القياسي وقتاً أطول عادة بين ٣ إلى ١٠ أيام عمل، اعتمادًا على المسافة وشركة الشحن.

• التكلفة:

قد يكون الشحن السريع أكثر تكلفة مقارنة بالشحن القياسي، إذ يحتاج العملاء إلى دفع رسوم إضافية للاستفادة من سرعة التسليم العالية. على العكس تمامًا، فغالبًا ما يكون الشحن القياسي أرخص في التكلفة مقارنةً بالشحن السريع، فإما أن يتم تضمين تكلفته بسعر المنتج أو يتحملها المستهلك بناءً على السياسة المتبعة بالمتجر الإلكتروني.

• طريقة الشحن:

غالبًا ما يستخدم الشحن القياسي النقل البري أو الشحن البحري أو مزيجًا منهما، مما يستغرق وقتًا أطول، في حين يعتمد الشحن السريع على النقل الجوي أو خدمات النقل السريع البري لضمان التسليم السريع.

• أولوية المعالجة:

وهذا يعني أنه يتم إعطاء الأولوية لمعالجة الطلبات السريعة لتسليمها بسرعة أكبر ثم تأتي بعدها الطلبات الاعتيادية.

• تتبع الشحنة وميزات الخدمة:

غالبًا ما يتضمن الشحن القياسي ميزات تتبع أساسية تقدم تحديثات حول تقدم الشحنة وتاريخ التسليم المقدر، أما الشحن السريع فيتضمن ميزات تتبع محسّنة، غالبًا مع تحديثات أكثر تكرارًا ومعلومات تتبع مفصلة مما يضمن للعملاء مراقبة تقدم شحنتهم عن كثب.

• ضمانات التسليم:

الشحن القياسي هو أقل احتمالية لتوفير تواريخ تسليم مضمونة على الرغم من تقديم تقديرات مبدئية، أما الشحن السريع فغالبًا ما يشمل تواريخ وأوقات تسليم مضمونة.

• حالات الاستخدام:

يعتبر الشحن القياسي مثالي للشحنات غير العاجلة، والعملاء الذين يهتمون بالتكلفة، والعناصر الكبيرة أو الثقيلة التي يمكنها تحمل وقت تسليم أطول. أما الشحن السريع فهو الأفضل للشحنات العاجلة، والسلع القابلة للتلف، والمستندات المهمة، أو العملاء المستعدين لدفع المزيد من الأموال مقابل السرعة والموثوقية.

• التأثير البيئي:

للشحن القياسي تأثير بيئي أقل بسبب استخدام النقل البري، الذي يطلق كميات أقل من ثاني أكسيد الكربون مقارنة بالنقل الجوي. أما الشحن السريع فله تأثير بيئي أكبر بسبب الاعتماد على النقل الجوي والخدمات السريعة التي لها بصمة كربونية أكبر.

⭐ نصيحة: ينبغي عليك كصاحب متجر إلكتروني أن توفر خيارات متنوعة للشحن تلبي احتياجات وتفضيلات مجموعة متنوعة من العملاء، مع مراعاة تحقيق التوازن بين الكفاءة والسرعة والتكلفة لاكتساب رضا العميل وزيادة المبيعات.

ما هي مدة الشحن القياسي وأهم العوامل المؤثرة عليها؟

بوجه عام، تتراوح المدة المستغرقة في الشحن القياسي لتسليم الشحنات للمستهلكين ما بين ٣ إلى ٧ أيام عمل محليًا، ومن ١٠ أو أكثر للشحن الدولي. وهناك العديد من العوامل التي تؤثر في مدة الشحن القياسي، نذكر منها:

• المسافة الجغرافية: فكلما زادت المسافة بين موقع الشحن ومكان التسليم، زادت مدة الشحن اللازمة لتسليم الشحنات للمستهلك النهائي.
• حجم ووزن الشحنة: فعادةً ما تستغرق الطرود الكبيرة والثقيلة وقتًا أطول للشحن مقارنةً مع الشحنات الأقل.
• وسيلة الشحن المختارة: تؤثر وسيلة الشحن المختارة على مدة الشحن القياسية، فعلى سبيل المثال، يستغرق الشحن الجوي عبر الطائرات مدة أقصر مقارنةً بالشحن البري.
• الظروف الجوية والتحويلات الطارئة: كذلك تؤثر الظروف الجوية السيئة والكوارث الطبيعية على مدة الشحن القياسي المتوقعة لتسليم الشحنات.
• المعاملات الجمركية: في حالة الشحن الدولي، قد تستغرق عمليات التخليص الجمركي والتفتيش وفحص البضائع وقتًا إضافيًا يؤثر في مدة الشحن القياسي لتكون أكثر من المعتاد.

فوائد الشحن القياسي للمتاجر الإلكترونية

على الرغم من أن الشحن القياسي هو الخيار الأكثر فعالية من حيث التكلفة لتجار التجزئة في التجارة الإلكترونية والمستهلكين، إلا أنه قد لا يلبي توقعات العملاء الذين يرغبون بوصول المنتجات إليهم بأسرع وقت ممكن.

لذا، فإن تقديم مجموعة متنوعة من خيارات الشحن، بما يشمل الشحن السريع والشحن المعجل أو متناهي السرعة، يمكن أن يعزز رضا العملاء ويزيد المبيعات. وبوجه عام، فإن للشحن القياسي العديد من الفوائد ومنها:

• انخفاض التكلفة:

يعتبر الشحن القياسي عادةً أرخص بالمقارنة مع خيارات الشحن السريع، إذ يمنح للعملاء الإمكانية لتوفير تكاليف الشحن والتوصيل.

• زيادة المبيعات:

يشجع الشحن القياسي أو الاقتصادي العملاء على الشراء بكميات أكبر أو تكرار الطلبات، مما يُؤدّي إلى زيادة إجمالي قيمة سلة التسوق. فلقد أظهرت العديد من الدراسات أن المستهلكين يُفضّلون المتاجر التي تُقدّم شحنًا قياسيًا حتى لو كان ذلك يعني دفع سعر أعلى للمنتج نفسه.

• توفير الوقت:

على الرغم من أن الشحن القياسي يستغرق وقتًا أطول مقارنة بالشحن السريع، إلا أنه يوفر وقتًا مقبولًا للتسليم، فهو مثالي للعملاء الذين ليسوا في حاجة ماسة لاستلام المنتجات في وقت قصير.

• تغطية واسعة:

غالبًا ما يكون الشحن القياسي متاحًا على مستوى واسع ويشمل مناطق متعددة مقارنةً بخيارات الشحن الأخرى، إذ يمكن توصيل المنتجات للمستهلكين بمختلف الأماكن المحلية والدولية.

نصيحة الخبراء، من المهم ملاحظة أن الشحن القياسي قد لا يكون مُناسبًا لجميع المتاجر الإلكترونية، لذلك يجب على أصحاب المتاجر مراعاة عوامل مثل حجم المتجر وموقعه ونوع المنتجات المُباعة وهامش الربح قبل اتخاذ قرار بشأن تقديم خيار الشحن القياسي ضمن خيارات الشحن المتاحة.

توصيات استراتيجية لتطبيق الشحن القياسي بمتجرك بكفاءة وفاعلية

• احرص على فهم احتياجات عملائك ومتطلباتهم عبر إرسال الاستبيانات لمعرفة توقعاتهم من حيث تكلفة الشحن وسرعة التوصيل وخيارات التسليم المتاحة.
• اعتمد على جمع وتحليل البيانات الخاصة بسجلات الطلبات لتحديد الوجهات الأكثر شيوعًا وأحجام الطرود وأوزانها لاتخاذ قرارات مستنيرة بشأن خيارات الشحن التي سيتم تضمينها بمتجرك.
• ابحث عن شركات شحن موثوقة وذات سمعة جيدة لتوفير خدمة الشحن القياسية، وقَيِّم الشركات المختلفة واختر تلك التي توفر خدمات موثوقة ومعقولة من حيث التكلفة بجانب التغطية الجغرافية الملائمة.
• وَضِّح سياسة الشحن القياسي للعملاء على متجرك الإلكتروني، وقدم معلومات مفصلة حول أوقات التسليم المتوقعة، والمناطق التي يتم تغطيتها، وأي معلومات أخرى ذات صلة بعملية الشحن.
• حَسِّن عملية معالجة الطلبات الخاصة بالشحن القياسي لتقليل الوقت اللازم لتجهيز الشحنة وإعدادها للشحن، واحرص على تحسين تنظيم المستودعات وتدفق المعلومات لضمان تسليم الشحنات في الوقت المحدد.
• اعمل على تضمين خيارات شحن أخرى بالإضافة إلى الشحن القياسي لتلبية احتياجات العملاء المختلفة مثل الشحن السريع للعملاء الذين يحتاجون إلى تسليم سريع لطلباتهم.
• قيِّم وراقب أداء عملية الشحن القياسي باستمرار واستمع إلى ملاحظات العملاء للمساعدة في تحديد المجالات التي يمكن تحسينها وضمان تقديم تجربة شحن ممتازة تمنحك ميزة تنافسية.

وفي هذا السياق، نلفت الانتباه إلى ضرورة الاعتماد على بوابات الشحن مثل أوتو بوابة الشحن الرائدة بالعالم العربي للمساعدة على تقديم تجربة شحن فريدة ومميزة لعملائك بأقل تكلفة وأعلى جودة.

أنشئ حساب مجاني في أوتو لتتمكن من التعامل والربط المباشر مع أكثر من ٢٠٠ شركة شحن محلية ودولية بأسعار شحن مخفضة وبخصومات تصل إلى ٩٠٪ فضلًا عن التمتع بخيارات شحن متنوعة كالشحن القياسي والسريع والمبرد والثقيل إلى جانب أتمتة مختلف العمليات التشغيلية بكفاءة من لوحة تحكم واحدة تتسم بالسهولة والبساطة.

ختامًا

يُعد الشحن القياسي خيارًا مثاليًا لتجار التجزئة الذين يسعون إلى تحقيق التوازن بين التكلفة والسرعة لتلبية احتياجات عملائهم المتنوعة، فهو يُقدم مزايا متعددة تجعله خيارًا مفضلًا للعديد من المتاجر الإلكترونية.

ولكن، من المهم ملاحظة أنّه قد لا يكون الخيار الأمثل لجميع التجار، ففي بعض الحالات، قد يكون الشحن السريع ضروريًا لجذب العملاء والحفاظ على رضاهم، بينما قد يكون الشحن المجاني أكثر جاذبية لعملاء آخرين. لذا، يجب على التجار تقييم احتياجاتهم وميزانيتهم بدقة لتضمين أفضل خيارات الشحن المناسبة للعملاء والمساهمة في تعزيز ولائهم وزيادة الأرباح.