Skip links
تسعير المنتجات

أسرار تسعير المنتجات وأحدث الاستراتيجيات لتحقيق النجاح والمزيد من الأرباح

بالنظر إلى مشهد السوق الحالي، نجد أن تسعير المنتجات أو الخدمات أكثر من مجرد وضع سعر رقمي على المنتج أو الخدمة، بل هو فن يتطلب فهمًا عميقًا للعوامل الاقتصادية والنفسية والاجتماعية المؤثرة في قرارات الشراء للمستهلكين، وكذلك استراتيجيات التسعير والتسويق التي يستخدمها التجار لجذب انتباه العملاء وإقناعهم بشراء المنتجات.

وقد تكون عملية تسعير المنتج من العمليات المعقدة التي تمر بها الأنشطة التجارية عند إطلاق منتجاتها وخدماتها، أو الدخول إلى أسواق جديدة، أو السعي لزيادة الحصة السوقية، وسر هذا التعقيد يتمثل في تحديد سعر مناسب تتحقق به الموازنة بين تحقيق الربحية والحفاظ على الفرص التنافسية في السوق واكتساب رضا العملاء.

يتطلب هذا الأمر جهدًا مضاعفًا ودراسة متعمقة لتحديد أسعار المنتجات باحترافية لجذب انتباه المستهلكين وتحقيق المزيد من الأرباح، لذا سنتناول بهذا المقال المقصود بمصطلح تسعير المنتجات، والخطوات المتبعة لتسعير المنتج، وأفضل استراتيجيات التسعير المعتَمَد عليها، وغيرها.

شرح مفهوم تسعير المنتجات

ببساطة، يشير مصطلح تسعير المنتجات إلى العملية التي يتم فيها تحديد سعر البيع لمنتج أو خدمة ما كجزء مهم من استراتيجية النشاط التجاري، كونها تؤثر بصورة مباشرة في هوامش الربح وسلوكيات المستهلكين وقرارات الشراء.

فهذا المصطلح يعبر عن الأسلوب أو الاستراتيجية أو الخطوات المتبعة لتسعير المنتج أو الخدمة وتحديد القيمة التي سيدفعها العميل لقاء الفائدة أو المنفعة التي سيحصل عليها.

وهناك خمس نقاط أساسية ينبغي وضعها بااعتبار عند تسعير المنتجات أو الخدمات تشمل:

  • تكلفة إنتاج أو تقديم المنتج أو الخدمة بما يشمل تكاليف المواد الخام، والعمالة، والمعدات، والتسويق، والتشغيل، وأي تكاليف أخرى مرتبطة بالعملية.
  • حالة الطلب والعرض وطبيعة المنافسة بالسوق.
  • القيمة المضافة التي تقدمها منتجاتك أو خدماتك مقارنةً بالمنافسين.
  • شريحة العملاء المستهدفة فهل المستهدفون من الفئة الاقتصادية أم المتوسطة أم الأغنياء.
  • السياسات الخاصة بكل دولة فيما يتعلق بالضرائب والرسوم، والوضع الاقتصادي العام للبلد.

وتمر عملية تسعير المنتجات بالعديد من الخطوات، نستعرض أهمها فيما يلي.

قارن أسعار أكثر من ٢٠ شركة شحن وتوصيل في السعودية!

كيفية تسعير المنتجات باحترافية

أولًا: تحديد الهدف المراد من تسعير المنتجات

وهي خطوة حاسمة في تسعير المنتج، إذ تعد حجر الأساس لبناء استراتيجية تسعير ناجحة، فقبل تحديد سعر أي منتج، لا بد من تحديد الغاية التي تسعى لبلوغها من خلال سعره. وتتنوع أهداف تسعير المنتجات لتشمل على سبيل المثال:

  • تحقيق أقصى العوائد الممكنة على الاستثمار.
  • اختراق السوق وتعزيز القيمة التنافسية.
  • الحفاظ على الحصة السوقية.
  • زيادة حركة المبيعات.
  • التخلص من المخزون الزائد.

ولتحديد الأهداف المنشودة من تسعير المنتجات، لا بد من:

  • دراسة السوق وفهم ديناميكياته، وحجم الطلب، ومستوى المنافسة.
  • تحديد الجمهور المستهدف ومعرفة احتياجاتهم وتفضيلاتهم والقوة الشرائية الخاصة بهم.
  • فهم المنتج وما يميزه عن المنتجات المنافسة.
  • حصر جميع التكاليف المرتبطة بالإنتاج والتوزيع والتسويق.
  • حساب نقطة التعادل لتحديد الحد الأدنى للسعر الذي يغطي التكاليف.

ونشير إلى أن الأهداف المحددة ينبغي أن يتم تقسيمها إلى قصيرة المدى وطويلة المدى حسب طبيعة الخطة العامة للنشاط التجاري لتحقيق التوازن المرغوب بين رضا العملاء وزيادة الربحية.

ثانيًا: دراسة المنافسين

وهي من الخطوات الحيوية في عملية تسعير المنتجات، إذ تساعد المتاجر الإلكترونية والشركات على تحديد السعر المثالي الذي يتناسب مع طبيعة المستهلكين ويمنح النشاط التجاري قيمة تنافسية. ولفهم ودراسة المنافسين بصورة احترافية لا بد من:

  • تحديد المنافسين المباشرين وغير المباشرين للمنتج المراد تسعيره.
  • جمع وتحليل كافة البيانات المتعلقة بتسعير المنتجات المنافسة واستراتيجيات التسعير التي يعتمدها منافسوك لمعرفة نقاط القوة والضعف والاعتماد على الاستراتيجية المثالية.
  • مقارنة ميزات وفوائد المنتج المراد تسعيره مع منتجات المنافسين لتقييم القيمة المقدمة.
  • مراقبة وتحليل ردود أفعال العملاء على الأسعار والعروض الترويجية وكيف يتفاعل السوق مع استراتيجيات تسعير المنافسين.

وتفيد الدراسة الشاملة للمنافسين في:

  • تحديد السعر المناسب: فمن خلال فهم احتياجات الجمهور المستهدف ومقارنة الأسعار المنافسة، يمكن تحديد السعر الأمثل الذي يحقق التوازن بين الربحية وجذب العملاء.
  • تحسين القيمة المقدمة: فدراسة المنافسين تساعد على تحسين ميزات المنتج وتقديم قيمة مضافة مقارنةً بالمنتجات الأخرى الموجودة بالسوق.
  • التكيف مع التغيرات السوقية: فالتحليل المستمر يساعد على التكيف مع التغيرات في تفضيلات المستهلكين واستراتيجيات المنافسين، مما يمكن العلامة التجارية من الحفاظ على تنافسيتها في السوق.

ثالثًا: حساب التكلفة الإجمالية للإنتاج

تعد هذه الخطوة من الخطوات المحورية في عملية تسعير المنتجات، إذ تساعد على تحديد السعر المناسب للمنتج أو الخدمة والذي يضمن تغطية كافة التكاليف وتحقيق الأرباح. وتتطلب هذه الخطوة النظر في مجموعة متنوعة من التكاليف المرتبطة بعملية الإنتاج والتي تنقسم إلى:

  • التكاليف الثابتة: وهي التكاليف التي لا تتغير مع حجم الإنتاج وتظل ثابتة بغض النظر عن كميته، وتشمل: الإيجارات، ورواتب الموظفين، وتكاليف التأمين والصيانة على الممتلكات والمعدات، وغيرها من التكاليف الأخرى.
  • التكاليف المتغيرة: وهي التكاليف التي تتغير مباشرةً مع حجم الإنتاج، فكلما زاد، زادت هذه التكاليف. وتتضمن هذه التكاليف على سبيل المثال: تكلفة المواد الأساسية المستخدمة في الإنتاج، وتكاليف الكهرباء والوقود المستخدمين في العملية، وتكاليف نقل المواد الخام إلى المصنع والمنتجات النهائية إلى الأسواق، إلخ.
  • التكاليف المختلطة: ويُقصَد بها التكاليف المتنوعة بين الثابتة والمتغيرة مثل تكلفة التسويق والإعلان، فجزء من هذه التكاليف قد يكون ثابتًا كعقود الإعلانات الملزمة مع وكالات التسويق، وجزء آخر قد يتغير حسب كمية المبيعات أو غيره من الشروط الأخرى المتبعة في استراتيجيات التسويق بالعمولة.

ويفيد حساب التكاليف الإجمالية للإنتاج في:

  • ضمان تغطية التكاليف وتحقيق هامش ربح مناسب.
  • المساعدة في تحديد أدنى سعر يمكن بيع المنتجات أو الخدمات به وتجنب الخسائر.
  • القدرة على المنافسة بالسوق من خلال تسعير المنتجات بأسعار تنافسية بناءً على الحساب والفهم الدقيق للتكاليف الإجمالية.
  • اتخاذ القرارات الإستراتيجية مثل: تحديد الحاجة إلى خفض التكاليف، أو زيادة الأسعار، أو تعديل حجم الإنتاج.

ولحساب التكاليف الإجمالية للإنتاج بدقة ينبغي:

  • تحديد وحساب كافة التكاليف الثابتة والمتغيرة المتعلقة بالإنتاج وبكل وحدة منتجة.
  • مراجعة وتحليل البيانات المالية السابقة للمساعدة في توقع التكاليف المستقبلية بدقة.
  • إدراج التكاليف غير المباشرة التي قد لا تكون مرتبطة مباشرةً بالإنتاج لكنها تؤثر في إجمالي التكلفة، مثل: تكاليف التخزين للمواد الخام والمنتجات النهائية، وتكاليف الشحن والخدمات اللوجستية وتنسيق العمليات.
  • استخدام أدوات وبرمجيات محاسبية متقدمة للمساعدة في تتبع التكاليف بدقة.

رابعًا: اختيار استراتيجية التسعير المناسبة

تعتبر هذه الخطوة من أخطر الخطوات التي ستمر بها في تسعير المنتجات كونها ستؤثر مباشرةً في تحقيق الأرباح وجذب العملاء، لذا ينبغي اتخاذ قرارات دقيقة ومحسوبة ومدروسة بعناية بشأن استراتيجية التسعير المختارة من بين الاستراتيجيات المتنوعة لضمان نجاح المنتجات بالسوق وزيادة العائد على الاستثمار.

ويمكنك الاستعانة بهذه النصائح لاختيار استراتيجية التسعير المثالية:

  • احسب جميع التكاليف المتعلقة بمنتجك أو خدمتك، بما يشمل التكاليف المباشرة وغير المباشرة، وتأكد من أن استراتيجية التسعير المختارة تغطي هذه التكاليف وتحقق الربحية المطلوبة.
  • استخدم تحليل نقاط المقارنة لتحديد موقع منتجك أو خدمتك بالسوق من حيث السعر والقيمة.
  • حدد نقاط القوة والضعف في استراتيجيات تسعير المنافسين واستفد منها لاختيار استراتيجية مثالية تمنحك ميزة تنافسية.
  • احرص على فهم نقاط الألم لدى المستهلكين والمتعلقة بأسعار المنتجات وحاول فهم القوة الشرائية للفئة المستهدفة.
  • حلل مختلف استراتيجيات التسعير المتاحة واختر ما يلبي متطلباتك بناءً على الأهداف الموضوعة مسبقًا.
  • اهتم بإجراء تجارب A/B لاختبار استراتيجيات تسعير مختلفة وتحديد أفضل استراتيجية ينتج عنها أعلى معدل تحويل.

خامسًا: تعيين سعر مبدئي للمنتج واختبار استجابة العملاء

بعد دراسة وتحليل المعطيات المختلفة، ينبغي أن تحدد سعرًا مبدئيًا لمنتجك ثم اختبار استجابة العملاء بهدف تقييم مدى رغبة العملاء في شراء المنتج بسعره المُحدد بناءً على عدة طرق تتضمن:

  • إطلاق الاستبيانات لمجموعة من العملاء المُستهدفين لمعرفة آرائهم حول المنتج وسعره.
  • إجراء مقابلات شخصية مع العملاء لجمع آرائهم وتقييماتهم بصورة مُفصلة.
  • عرض المنتج بسعرين مختلفين لمجموعتين مختلفتين من المستهلكين ومقارنة معدلات التحويل.
  • تحليل سلوك العملاء على موقع الويب أو في المتجر لمعرفة كيفية تفاعلهم مع المنتج وسعره.

وبعد جمع البيانات من اختبارات استجابة العملاء، ينبغي تحليل النتائج لتحديد ما إذا كان السعر المبدئي مناسبًا أم لا، فإذا أظهرت النتائج أن العملاء راضون عن السعر، فيمكن للنشاط التجاري طرح المنتج بالسعر المُحدد. أما إذا أظهرت النتائج عكس ذلك، فلا بد من إعادة النظر في سعرها أو إجراء تعديلات على المنتج.

فهذه أهم الخطوات المتبعة في عملية تسعير المنتجات، وكما ذكرنا مسبقًا، فإن هناك العديد من استراتيجيات التسعير المختلفة التي تعتمد عليها الأنشطة التجارية سنتناول بعضها في الفقرات التالية.

أهم استراتيجيات تسعير المنتجات

١. استراتيجية التسعير المميز Pricing at a Premium

تعتمد هذه الاستراتيجية على تحديد سعر للمنتج أعلى من السعر الموجود بالسوق، وترتكز بصفة أساسية على توقعات العملاء الذين يربطون بين السعر المرتفع للمنتج أو الخدمة المقدمة بالجودة العالية. وغالبًا ما يتم تطبيق استراتيجية التسعير المميز في الفترات الأولى من دورة حياة المنتجات.

ولتحقيق الاستفادة الكاملة من هذه الاستراتيجية لا بد من:

  • بناء علامة تجارية قوية تُعرف بتقديم منتجات وخدمات عالية الجودة لتبرير الأسعار المرتفعة مقابل اقتناء المنتج.
  • تقديم المنتج أو الخدمة لقيمة استثنائية وفريدة لا تتوفر لدى المنافسين لتشجيع العملاء على دفع سعر أعلى مقابل الحصول على تجربة مميزة.
  • توفير خدمة عملاء ممتازة تلبي احتياجات العملاء وتتجاوز توقعاتهم بما يساعد في تعزيز صورة العلامة التجارية وبناء علاقات قوية معهم، مما سيجعلهم أكثر استعدادًا لتقبل استراتيجية التسعير المميز.

٢. استراتيجية تسعير المنتجات على أساس التكلفة

وهي واحدة من الاستراتيجيات الأساسية التي تستخدمها الأنشطة التجارية على اختلافها لتحديد أسعار منتجاتها، وتعتمد هذه الاستراتيجية على حساب تكلفة إنتاج وتوزيع المنتج ثم إضافة هامش ربح معقول لتحديد السعر النهائي لبيعه بالأسواق.

حيث يتم جمع كافة التكاليف المباشرة وغير المباشرة للوصول إلى التكلفة الكلية لإنتاج عنصر واحد من المنتج، ثم تحديد هامش الربح المطلوب بناءً على الأهداف المالية والاستراتيجية العامة.

جدير بالذكر أن هامش الربح هذا يمكن أن يكون نسبة مئوية من التكلفة الإجمالية أو قيمة مالية ثابتة تُضاف إلى التكلفة.

ولهذه الاستراتيجية فوائد عديدة منها:

  • توفير رؤية واضحة للنشاط التجاري حول التكاليف وهوامش الربح المستهدفة، مما يسهل عملية تسعير المنتجات.
  • سهولة التطبيق والفهم خاصةً للأنشطة التجارية الصغيرة والمتوسطة التي قد لا تملك موارد كبيرة لتحليل السوق بتعمق.
  • الحفاظ على استقرار الأسعار من خلال تقليل التقلبات الناتجة عن التغيرات الديناميكية بالسوق.

٣. استراتيجية تسعير المنتجات على أساس القيمة

وهي استراتيجية مبتكرة تعتمد على نهج فريد في تحديد سعر المنتج بناءً على القيمة المتصورة التي يقدمها للمستهلكين بدلًا من التكاليف الفعلية للإنتاج أو أسعار المنافسين.

وتركز هذه الاستراتيجية على الفهم العميق لطبيعة السوق والمستهلكين لتطوير ميزات فريدة بالمنتج تجذب العملاء لدفع سعر معين كتلك الموجودة بالمنتجات التقنية مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر التي يتم تسعيرها بناءً على ميزاتها وابتكاراتها مقارنةً بالمنافسين.

ويتطلب تطبيق هذه الاستراتيجية المرور بعدة مراحل تشمل:

  • فهم القيمة من منظور العميل عبر جمع بيانات مفصلة حول تفضيلات العملاء، وسلوكهم الشرائي، وتصوراتهم للقيمة من خلال الاستطلاعات، والمقابلات.
  • تحديد الفوائد الملموسة وغير الملموسة التي يقدمها المنتج.
  • تقسيم السوق للتمييز بين شرائح العملاء المختلفة، فليس الجميع يرون نفس القيمة في المنتج، لذا يتم في هذه المرحلة تقسيمهم لشرائح بناءً على تفضيلاتهم واحتياجاتهم واستهداف كل شريحة بسعر محدد وفق القيمة المحققة لكل فئة.
  • تحليل نقاط الألم التي يعاني منها العملاء وكيف يمكن للمنتج حلها بفاعلية، ومن ثم تحديد السعر الذي يعكس هذا الحل.

ويساهم تطبيق هذه الاستراتيجية في:

  • زيادة الربحية: فعندما يُدرك العملاء القيمة التي يحصلون عليها، يكونون أكثر استعدادًا لدفع سعر أعلى بما يؤدي إلى زيادة هامش الربح وتحسين الأداء المالي للشركة.
  • زيادة قاعدة العملاء: فالمستهلكون الذين يشعرون أنهم يحصلون على قيمة مقابل أموالهم أكثر عرضة للعودة للشراء مرة أخرى والتوصية بالمنتج أو الخدمة للآخرين بما يؤدي إلى بناء قاعدة عملاء مخلصة وتحقيق نمو مستدام على المدى الطويل.
  • تعزيز القيمة التنافسية: فمن خلال التركيز على القيمة، يمكن للعلامات التجارية تمييز نفسها عن المنافسين الذين يركزون فقط على السعر بما يسهم في جذب عملاء جُدُد واكتساب ميزة تنافسية.
  • مرونة أكبر في التسعير: تسمح استراتيجية التسعير على أساس القيمة للأنشطة التجارية بمزيد من المرونة في تحديد الأسعار بحيث يمكنهم تعديل الأسعار بناءً على العوامل المختلفة، مثل ظروف السوق واحتياجات العملاء الفردية.

٤. استراتيجية تسعير المنتجات بهدف اختراق السوق

تهدف استراتيجيات الاختراق إلى جذب المستهلكين من خلال تقديم أسعار تنافسية أقل من سعر السوق النهائي على المنتجات أو الخدمات. وعادةً ما يتم تطبيق هذه الاستراتيجية بهدف زيادة الحصة في السوق أو حجم المبيعات بدلًا من تحقيق الأرباح على المدى القصير.

ولهذه الاستراتيجية متطلبات لتنفيذها باحترافية تتلخص في:

  • وجود هوامش ربح كافية: يجب أن تتمتع الشركات بهامش ربح كافٍ لامتصاص انخفاض الأسعار الناتج عن استراتيجية الاختراق المستخدمة.
  • كفاءة تشغيلية عالية: فلا بد من تمتع الأنشطة التجارية بكفاءة تشغيلية عالية للتحكم في التكاليف والحفاظ على الربحية مع انخفاض الأسعار.
  • قدرة تمويلية قوية: تتطلب استراتيجيات الاختراق استثمارات كبيرة في التسويق والإعلان لجذب العملاء، لذلك تتطلب قدرة تمويلية قوية لدعم هذه الاستثمارات.
  • منتجات أو خدمات مرغوبة: يجب أن تكون المنتجات أو الخدمات التي يتم تقديمها بأسعار مخفضة مرغوبة من قِبَل المستهلكين وجذابة بما يكفي لإقناعهم بالشراء.

٥. استراتيجية التسعير الديناميكي

وهي استراتيجية تسعير يتم فيها تعديل أسعار المنتجات أو الخدمات باستمرار بناءً على مجموعة متنوعة من العوامل تشمل: التغيرات في مستويات العرض والطلب، وتوافر المنتجات، وسلوك المستهلكين، وطبيعة المنافسة، والتوقيت، إلخ.

وتهدف هذه الاستراتيجية إلى تحقيق أقصى قدر من الأرباح عن طريق الاستفادة من الظروف المتغيرة في السوق وضبط أسعار المنتجات بما يتوافق معها. ويتم ذلك عن طريق:

  • جمع وتحليل البيانات في الوقت الفعلي واستخدام تقنيات تحليل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك المستهلكين، ومتابعة الأسعار المنافسة، وتحديد الأنماط الموسمية والتغيرات في الطلب.
  • استخدام الخوارزميات المعقدة لتحديد الأسعار المثلى بناءً على البيانات التي تم تحليلها مسبقًا وفقًا للعديد من العوامل كمرونة السعر، وتفضيلات العملاء، ومستويات المخزون، وسلوك المنافسين.
  • تقسيم السوق إلى شرائح مختلفة بناءً على الخصائص الديموغرافية، والسلوكية، والجغرافية للمستهلكين للمساعدة في تخصيص الأسعار لكل شريحة بطريقة تزيد من الأرباح.

ويفيد اعتماد هذه الاستراتيجية في:

  • زيادة الإيرادات من خلال ضبط الأسعار بناءً على مستويات العرض والطلب، والاستفادة من الفترات التي يكون فيها الطلب مرتفعًا كالمواسم والأعياد.
  • تحسين إدارة المخزون والحد من الفائض أو العجز في المخزون.
  • الاستجابة السريعة واللحظية للتغيرات التي تحدث بالسوق.
  • اكتساب رضا العملاء من خلال تقديم عروض مخصصة وأسعار تنافسية.

٦. استراتيجية التسعير النفسي

تعتمد هذه الاستراتيجية على خلق حالة من المقارنة لدى المستهلك بين سعر منتج وآخر أو خدمة وأخرى يتم تقديمها بواسطة نفس البائع من خلال خلق شعورًا بإمكانية التفضيل بين منتجين على أساس السعر.

فعلى سبيل المثال، يمكن تقديم حذاء قيمته ١٩٩ ريال بجانب حذاء آخر قيمته ٢٠٠ ريال، وهنا يتم تطبيق النظرية النفسية التي تقول بأن المستهلكين دائمًا ما يولون المزيد من الاهتمام بالقيمة الرقمية الأولى للمنتج رغم الفارق الصغير. ويعتمد نجاح هذه الاستراتيجية على:

  • الاختلاف الطفيف بين أسعار المنتجات المعروضة بما يكفي لخلق شعور بالقيمة لدى المستهلك، مع الحفاظ على هامش ربح كافٍ للتاجر.
  • إبراز المنتج ذي السعر المنخفض عبر استخدام المؤثرات البصرية لجذب انتباه المستهلك أو من خلال استخدام عبارات تسويقية تُبرز قيمته.
  • التقارب بين جودة المنتجات المعروضة حتى يصدق المستهلك أنّه يحصل على قيمة أكبر مقابل شراء المنتج ذي السعر المنخفض.

ومن استراتيجيات التسعير ننتقل بالحديث عن سياسة التسعير عبر الإجابة على هذا السؤال المهم.

كيفية الحفاظ على مرونة سياسة التسعير لنشاطك التجاري؟

يعبر مصطلح سياسة التسعير عن النهج المتبع في عملية تسعير المنتج أو الخدمة المعروضة بالسوق والذي يمنح الأنشطة التجارية المرونة اللازمة والقدرة على تعديل الأسعار بسرعة وكفاءة استجابةً لتغيرات السوق والظروف المحيطة. ولضمان هذه المرونة والحفاظ عليها، لا بد من اتخاذ العديد من الإجراءات ومنها:

  • تحليل السوق باستمرار ومراقبة تغيرات العرض والطلب، ومتابعة استراتيجيات التسعير للمنافسين، وجمع البيانات عن توجهات العملاء وتفضيلاتهم.
  • استخدام أنظمة التسعير الديناميكي التي تسمح بتعديل الأسعار بناءً على البيانات اللحظية.
  • إعداد سيناريوهات مختلفة لسياسات التسعير وفقًا لتغيرات السوق، والاحتفاظ بخطط بديلة للتسعير لمواجهة التحديات التي يمكن أن تطرأ مستقبلًا.
  • فهم تأثير التغيرات في الأسعار على الإيرادات والأرباح، وتقييم الأداء المالي للشركة باستمرار لضمان القدرة على تعديل أسعار المنتجات دون الإضرار بالربحية.
  • تحقيق التوازن بين العرض والطلب من خلال تعديل الأسعار بناءً على الكميات المتاحة من المنتجات ومدى الإقبال عليها، والاعتماد على العروض الترويجية والخصومات في فترات انخفاض الطلب.
  • التأكد من أن سياسات التسعير تتوافق مع القوانين واللوائح المحلية والدولية، ومراقبة أي تغييرات تنظيمية يمكن أن تؤثر على استراتيجيات تسعير المنتجات لديك.

من خلال تطبيق هذه الإجراءات، يمكنك الحفاظ على مرونة سياسة التسعير بمتجرك بما يؤدي إلى التكيف بسرعة مع الظروف المتغيرة وضمان الاستمرارية والربحية.

اشحن طلباتك الآن مع أكثر من ٢٠٠ شركة بأسعار مخفضة

كلمة ختامية

لا تعد عملية تسعير المنتجات رحلة قصيرة أو سهلة، بل هي رحلة مستمرة تتطلب بذل الجهد والمثابرة. فمع تطور السوق وتغير احتياجات العملاء، لا بد من مواكبة هذه التغيرات عبر مراجعة استراتيجيات التسعير بصفة دورية وإجراء التعديلات اللازمة على سياسة التسعير لضمان استمرار تنافسية المنتجات وجذب المزيد من العملاء.

واعلم أن تسعير المنتجات ما هو إلا مجرد أداة من أدوات النجاح، فلا بد من دعمها باستراتيجيات تسويقية فعالة وخدمة عملاء ممتازة لبناء علامة تجارية قوية بما يؤدي إلى تحقيق النجاح المنشود على المدى الطويل.

قارن أسعار أكثر من ٢٠ شركة شحن وتوصيل في السعودية!