ما معنى الأتمتة وأبرز أنواعها وأهميتها للمتاجر الإلكترونية؟

صارت العمليات تتسم بالسرعة والدقة، والأخطاء تكاد تكون منعدمة، والجهد البشري يُستثمر في الإبداع والابتكار بدلًا من المهام الروتينية، كل هذا بفضل ما يسمى بالأتمتة والتي ساهمت في إعادة تشكيل العمليات وتحريرها من قيود الروتين. فلم تعد الأتمتة مجرد خيار تقني يمكن تجاوزه، بل أصبحت ضرورة حتمية لضمان البقاء والتنافس في مختلف المجالات، وخاصة في قطاع الشحن الحيوي.

لنجيب في هذا المقال على سؤال ما معنى الأتمتة الذي يراود الكثيرين ونستعرض أبرز أنواعها وأهميتها بالنسبة للأنشطة التجارية، ونسلط الضوء على دور أوتو الفعال كمنصة لوجستية رائدة في العالم العربي في تبسيط عمليات الشحن باستخدام تقنيات الأتمتة الذكية.

بدايةً، ما معنى الأتمتة Automation؟

ببساطة، هي تعبير عن استغلال الثورة التقنية في تحويل المهام الروتينية المملة إلى عمليات ذكية وسلسة تتم أتوماتيكيًا دون تدخل بشري في كل مرة، بحيث تتولى كل المهام المتكررة والدقيقة دون أن تتطلب منك أي جهد أو تدخل.

وتهدف الأتمتة إلى تسخير قوة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة، وتقليل الأخطاء، وتسريع العمليات. ولقد استفادت المملكة العربية السعودية من الأتمتة بصورة كبيرة لتعزيز اقتصادها ورفع كفاءة العمليات، وبيان ذلك في هذه الفقرة.

أهمية الأتمتة الذكية في تعزيز الاقتصاد بالسعودية

تشير دراسة أجرتها شركة Automation Anywhere الرائدة عالميًا في مجال أتمتة العمليات الروبوتية RPA، إلى أن الأتمتة الذكية قد تسهم في زيادة حجم اقتصاد المملكة العربية السعودية بما يصل إلى 1.6 تريليون دولار. وأظهرت الدراسة أن القطاعات الرئيسية التي تتبنى الأتمتة بصورة سريعة تشمل:

• الخدمات الحكومية، والقطاع العام.
• البنوك والمصارف.
• التأمين.
• والطاقة.

وهو ما يعكس التزام المملكة نحو تحقيق أهداف رؤية 2030 وتعزيز قدراتها التنافسية.

وقد قدمت المملكة مجموعة من المبادرات لتسريع تبني الأتمتة في مختلف القطاعات، بما يتضمن قطاع الاستيراد والتصدير والذي شهد تقليصًا يصل إلى 54% في مدة بقاء الواردات في الموانئ بفضل عمليات الأتمتة، كما ساهمت المبادرات في زيادة كفاءة الموانئ بصورة كبيرة، إضافةً إلى إنشاء المملكة لمدينة نيوم الذكية والتي تعتمد على أحدث التقنيات المستقبلية مثل الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، وإنترنت الأشياء، والزراعات المتقدمة، بهدف توفير بيئة متطورة.

فلا تعد الأتمتة مجرد أداة لتحسين الكفاءة، بل هي عامل أساسي في بناء اقتصاد متقدم ومستدام يُمكن المملكة من تحقيق تطلعاتها الطموحة ويضعها في مصاف الدول الرائدة في تبني التكنولوجيا المتقدمة.

وهناك أنواع متعددة من الأتمتة نستعرض بعضها فيما يلي.

أبرز أنواع الأتمتة

أولًا: الأتمتة الميكانيكية

وهي الأبسط والأقدم بين أنواع الأتمتة لأنها تعتمد على الآلات لأداء المهام اليدوية المتكررة. وتستخدم هذه النوعية من الأتمتة في المصانع وبخاصة في خطوط التجميع لتجميع المنتجات بصورة آلية، مما يزيد من سرعة الإنتاج ودقته، كما تستخدم الروبوتات الميكانيكية لعمليات مثل اللحام والطلاء في صناعة السيارات، الأمر الذي يضمن جودة عالية وتقليل للتكاليف.

ثانيًا: الأتمتة الإلكترونية

وتعني استخدام التكنولوجيا للتحكم في العمليات الصناعية وتقليل الحاجة إلى التدخل البشري من خلال الأجهزة الإلكترونية، مثل أجهزة التحكم القابلة للبرمجة (PLCs)، وأجهزة الاستشعار، والمحركات، والروبوتات، لتحسين الكفاءة والدقة والسلامة.

ويعتمد هذا النوع على أنظمة الكمبيوتر والبرمجيات كخدمة لأداء المهام التي تتطلب معالجة بيانات دقيقة، فمثلًا:

• في الأعمال المكتبية: تُستخدم الأتمتة الإلكترونية لأداء مهام مثل إدارة البريد الإلكتروني ومعالجة البيانات وإنشاء تقارير دورية.
• في القطاع المالي: تُستخدم البرمجيات الآلية لأداء مهام مثل إدارة الحسابات المالية وإجراء التحليلات المالية بسرعة ودقة عالية، مما يقلل من الأخطاء البشرية ويزيد من كفاءة العمل.

ثالثًا: الأتمتة الذكية

وهي أكثر أنواع الأتمتة تطورًا في عالم الأتمتة، حيث تجمع بين تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحسين الأداء واتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على البيانات. وتعمل هذه التقنيات المتقدمة بمساعدة الأنظمة على التعلم والتكيف مع الظروف المتغيرة، مما يزيد من الكفاءة والدقة في العديد من المجالات.

وتشمل تطبيقات الأتمتة الذكية:

• الرعاية الصحية حيث تُستخدم لتحليل الصور الطبية وتشخيص الأمراض.
• القطاع المالي لتحليل البيانات وتقديم التوصيات الاستثمارية.
• خدمة العملاء التي تتم من خلال روبوتات المحادثة الذكية التي تتفاعل مع العملاء بصورة طبيعية وفعالة.

رابعًا: أتمتة التسويق

وتعني استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة لتحسين وتنفيذ استراتيجيات التسويق بفاعلية أكبر بما يشمل إدارة حملات البريد الإلكتروني، وتحليل سلوك العملاء، وتخصيص المحتوى بناءً على البيانات المستخرجة.

فعلى سبيل المثال، يمكن الاعتماد على الأنظمة الذكية لإرسال رسائل بريد إلكتروني مخصصة بناءً على اهتمامات العملاء وسجل مشترياتهم، مما يزيد من فرص التفاعل والمبيعات، فضلًا عن استخدام أدوات الأتمتة لتحليل البيانات الكبيرة وتقديم توصيات مخصصة للعملاء، مثل اقتراح منتجات جديدة تناسب تفضيلاتهم ومن ثم تحسين تجربة العملاء وزيادة رضاهم وتحسين كفاءة العمليات وزيادة العائد على الاستثمار.

ولعلك كصاحب متجر إلكتروني تتساءل عن أهمية الأتمتة بالنسبة لنشاطك التجاري، فجواب تساؤلك في تلك الفقرة.

أهم فوائد الأتمتة للمتاجر الإلكترونية

• تعزيز الكفاءة

تتيح الأتمتة لمتجرك الإلكتروني معالجة الطلبات بسرعة ودقة أكبر، مما يحسن تجربة العميل ويزيد من رضاهم. فعلى سبيل المثال، تستخدم شركة أمازون أنظمة روبوتية في مراكز التخزين التابعة لها، مما ساهم في تقليل الوقت اللازم لمعالجة الطلبات بنسبة 50% وزيادة دقة التسليم.

فهذا النظام الأوتوماتيكي يساعد أمازون على التعامل مع ملايين الطلبات يوميًا بكفاءة عالية، ما يجعل العملاء يتلقون طلباتهم بسرعة ودون أخطاء.

• تقليل التكاليف

وهي من الفوائد الجوهرية للأتمتة، فمن خلال الاعتماد على الأنظمة الآلية لإدارة العمليات المختلفة بمتجرك مثل معالجة الطلبات، وإدارة المخزون، وخدمة العملاء، يمكنك تقليل الاعتماد على العمالة البشرية بصورة كبيرة.

فعلى سبيل المثال، يمكن للبرمجيات الآلية:

• معالجة الطلبات وتحديث حالة الشحن تلقائيًا مما يقلل من الحاجة إلى توظيف بعض الأشخاص لإجراء هذه المهام يدويًا.
• تحسين كفاءة إدارة المخزون من خلال تتبع المخزون بدقة وبصورة تلقائية عبر أنظمة إدارة المخزون المؤتمتة، مما يقلل من الأخطاء المكلفة والوقت الضائع في عمليات الجرد اليدوي.

وبجانب تقليل تكاليف العمالة، فإن الأتمتة تسهم أيضًا في تقليل التكاليف التشغيلية للمتاجر الإلكترونية، فالأنظمة الآلية يمكنها العمل على مدار الساعة دون الحاجة إلى فترات راحة، مما يزيد من إنتاجية الأعمال ويقلل من الوقت الضائع.

كما أن الأتمتة تساهم في تقليل الأخطاء البشرية التي قد تتسبب في تكاليف إضافية مثل إرجاع المنتجات الخاطئة وإعادة شحنها، أو التعامل مع شكاوى العملاء، ما يسهم في اكتساب رضا العملاء وتعزيز ولائهم للعلامة التجارية.

• زيادة القدرة التنافسية

تلعب الأتمتة دور محوري في زيادة القدرة التنافسية للمتاجر الإلكترونية من خلال تحسين كفاءة العمليات التجارية بصورة كبيرة. فعلى سبيل المثال، تساهم أنظمة الأتمتة المتطورة في تسريع عملية معالجة الطلبات، وتعزيز كفاءة إدارة المخزون، وكذلك خدمة العملاء، ما يؤدي إلى تقليل الوقت المستغرق في تنفيذ المهام الروتينية والمتكررة، ومن ثم السماح للموظفين بالتركيز على جوانب أخرى من العمل مثل تطوير استراتيجيات التسويق وتحسين تجربة العملاء.

كما تتيح الأتمتة للمتاجر الإلكترونية القدرة على تقديم خدمات مخصصة ومتطورة عبر استخدام تحليلات البيانات وأدوات الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك العملاء وتقديم توصيات مخصصة، فضلًا عن تحسين استجابة متجرك لاحتياجات السوق المتغيرة بسرعة، وإدارة  العروض الترويجية وتحديث الأسعار بصورة ديناميكية بناءً على تحليل الطلب والعرض، ما يؤدي إلى تعزيز القيمة التنافسية وزيادة فرص البيع ومن ثم زيادة الإيرادات.

• تحسين الدقة

تساعد الأتمتة في تقليل الأخطاء البشرية التي قد تحدث أثناء العمليات اليدوية، مما يحسن الدقة والموثوقية في متجرك الإلكتروني نتيجة لقدرة الأنظمة الآلية على معالجة البيانات بدقة وتقديم تقارير مفصلة تساعد في اتخاذ قرارات مستنيرة، بما يضمن حصول العملاء على المنتجات الصحيحة في الوقت المحدد، ما يؤدي إلى تعزيز ثقتهم في المتجر وإجراء عمليات شراء متكررة.

• تحسين خدمة العملاء

تتيح الأتمتة تقديم خدمة عملاء أكثر فعالية وسرعة من خلال استخدام روبوتات المحادثة الذكية التي يمكنها التعامل مع استفسارات العملاء بصورة فورية وعلى مدار الساعة، فهذه الروبوتات قادرة على توفير إجابات سريعة ودقيقة، مما يقلل من وقت الانتظار ويزيد من رضا العملاء.

وبعد التعرف على معنى الأتمتة واستعراض أبرز أنواعها وأهم فوائدها بالنسبة للمتاجر الإلكترونية، ننتقل للحديث عن استغلال أوتو بوابة الشحن والمنصة اللوجستية الرائدة بالعالم العربي لتقنيات الأتمتة لتبسيط عمليات الشحن وجعلها أكثر سرعةً وذكاءً.

كيف استغلت أوتو إمكانات الأتمتة لتبسيط عمليات الشحن لدعم الأنشطة التجارية؟

أدركت أوتو منذ إنشائها في نهايات عام 2019، الفجوة الحادثة في قطاع الشحن والمشكلات التي تواجه التجار وتحول دون تقديمهم لتجربة شحن سلسة وسهلة وسريعة تضمن وصول المنتجات بأفضل جودة وأقصر وقت.

ومن هنا استغلت أوتو إمكانات الأتمتة القوية وسخرت مختلف التقنيات لتبسيط عمليات الشحن عبر جمع أكثر من 6 أنظمة بلوحة تحكم واحدة تتسم بالبساطة والسهولة، فأصبح التجار قادرين على شحن وإدارة وتتبع وتحليل واسترجاع طلباتهم، فضلًا عن أتمتة كافة العمليات التشغيلية وفق قواعد مخصصة تتناسب مع احتياجاتهم، والربط والتعامل المباشر مع أكثر من 250 شركة شحن محلية ودولية، وكذلك الربط مع أكثر من 20 منصة تجارة إلكترونية عربية وأجنبية شهيرة.

فلنأخذ مثالًا من منصة أوتو حول أتمتة الشحن:

بإمكانك إضافة قواعد محددة لتنفيذ طلباتك وشحنها أتوماتيكيًا مع شركة الشحن التي تختارها فمثلًا في لقطة الشاشة التالية تظهر إعدادات لقاعدة أتمتة تقوم على أنه في حالة إن كان حجم الشحنة يساوي 25 كيلو فلا يتم إسنادها لشركة أرامكس بافتراض مثلا أن أسعارها للشحنات الثقيلة أغلى من غيرها، وبالتالي يتم إسناد الشحنة لشركة شحن أخرى.

كل ذلك يتم بطريقة أتوماتيكية، كل ما عليك فعله فقط هو إدخال قواعد أتمتة الشحن وفق احتياجاتك المحددة ليتم بعد ذلك تنفيذ الشحنات دون تدخل يدوي منك في كل مرة.

هناك أيضًا عشرات الشروط والقواعد التي يمكنك إعدادها بمنصة أوتو لأتمتة عملياتك اللوجستية وشحن منتجاتك.

بالإضافة إلى ذلك تستخدم منصة أوتو حلول الأتمتة الذكية في العديد من الجوانب ومنها:

• تتبع الشحنات بدقة وبالوقت الفعلي مما يمنح العملاء راحة البال ويزيد من شفافية العملية.
• تعزيز كفاءة عملية إدارة المستودعات والمخزون عبر تطبيق أوتو باك OTO PACK الذي يعمل على تقسيم المستودعات إلى مناطق لتسهيل الحركة بينها وتسريع إنجاز المهام وأتمتة العمليات التشغيلية المتعلقة بالانتقاء والتجميع وما إلى ذلك، بالإضافة إلى تحديث المخزون بالوقت الفعلي لتجنب النقص أو الزيادة.
• تسريع عملية تسليم الطلبات عبر وضع قواعد مخصصة لإدارة عمليات الشحن وتوجيه الشحنات لشركة الشحن المناسبة بما يسهم في تقليل الوقت المستغرق للتسليم وضمان وصول الشحنات في الوقت المحدد واكتساب رضا العملاء.
• إدارة أسطول السائقين بكفاءة عبر تطبيق أوتو فليكس ووضع قواعد مؤتمتة لتوزيع المهام ومراقبة عمليات التسليم ومدى فاعلية إنجاز المهام.
• إتاحة الإمكانية لاستخراج تحليلات وتقارير دورية ومفصلة عن طلباتك وأداء شركات الشحن.

في النهاية

تبرز الأتمتة كعامل أساسي وحاسم لإحداث التحول والابتكار في مختلف القطاعات لا سيما قطاعي التجارة الإلكترونية والخدمات اللوجستية، حيث تتيح الأتمتة تقديم خدمات أكثر سرعة ودقة، مما يعزز من كفاءة العمليات ويزيد من رضا العملاء، كما تسهم في تعزيز مكانة المملكة كمركز إقليمي متقدم في تبني التقنيات الحديثة، مما يدعم تحقيق أهداف رؤية 2030.

فلم يعد تبني الأتمتة مجرد خيار، بل أصبح ضروريًا للاستثمار في مستقبل الأعمال والابتكار، حيث يمكن للمتاجر الإلكترونية والشركات على حد سواء الاستفادة من هذه التكنولوجيا لتحقيق نمو مستدام وتعزيز القيمة التنافسية وزيادة الأرباح.